في ظل انفتاح المملكة على مصنّعين جدد في تركيا والصّين من أجل الحصول على طائرات بدون طيار، تتجه الجزائر إلى اقتناء سرب من "الطائرات الانتحارية"، بعدما أظهرت نجاعتها القتالية في عدد من الحروب والتدريبات الميدانية. وكشف موقع "مينا ديفونس" المتخصص في الشأن العسكري أن القوات الجوية الجزائرية تعتزم اقتناء سرب جديد من طائرات بدون طيار متطورة من الصين، وذلك في أعقاب حصول القوات الملكية الجوية على عدد من المسيرات الانتحارية التركية والإسرائيلية. وأشار الموقع المتخصص في الصفقات العسكرية والأمنية إلى أن الجزائر طلبت اقتناء عدد من طائرات "الدرون" المقاتلة من طراز "CH-5 Rainbow"، التابعة لشركة "AVIC" الصينية، إضافة إلى طلبها كذلك طائرات بدون طيار من نوع WingLoong 2؛ ومن المرتقب أن تتسلم طلبياتها عام 2022، اعتبارا من مارس. وأوضح الموقع ذاته أنه يمكن لهذا النوع من الطائرات أن تظل في الجو لمدة 31 ساعة في وضع الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، و26 ساعة في الدور الهجومي. وكشفت شركة "AVIC" النقاب عن طائرة "وينغ لونغ 2" في معرض "إكسبو" للطيران في العاصمة الصينيةبكين في شتنبر 2015. وقدم نموذج أولي للطائرة كان قيد الاختبارات لأول مرة للجمهور خلال معرض الصين للطيران في مدينة زوهاي الصينية في نونبر 2016. وفي هذا الصدد، يؤكد الخبير في الشأن الأمني محمد شقير، أن "الجزائر تحاول تجاوز الفراغ المحدث داخل القوات الجوية، إذ إنها لأول مرة تطلب درونات انتحارية متخصصة في التجسس والدفاعات الجوية". وأوضح شقير أن "الجزائر أدركت أن الحرب مستقبلا ستكون إلكترونية، وتنبني أساسا على مدى توفر البلد على منظومات دفاعية قوية وطائرات بدون طيار، تقوم بمهام جيو-إستراتيجية تقلل من الخسائر البشرية في حالة اندلاع حرب ميدانية". وشدد الخبير ذاته على أن "حصول المملكة على طائرات بدون طيار تركية وإسرائيلية أزعج صناع القرار داخل النظام العسكري الجزائري؛ وهو ما دفعهم إلى الانفتاح على السوق الصينية من أجل الحصول على المقاتلات نفسها". ويستعد المغرب لدخول عصر الصناعات العسكرية في ظل البيئة الدولية المضطربة، سعياً إلى تحقيق اكتفائه الذاتي وتقليص قاعدته الاستيرادية من الأسلحة الدفاعية، ما يجعلها وثبة طموحة متعددة المَرامي، في ظل العلاقات الإستراتيجية التي تجمعه بالفواعل الصّانعة.