أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة. ضيف حلقة الاسبوع الكاتب المصري محمد فتحي عبد العال 1. كيف تعرف نفسك في سطرين؟ أنا محمد فتحي عبد العال ..كاتب وباحث وروائي مصري..مهنتي صيدلي وأخصائي جودة طبية حاصل على ماجستير في الكيمياء الحيوية ودبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية 2. ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟ أقرأ دائما الجديد في العلوم والتكنولوجيا وأجمل كتاب قرأته هو البؤساء لفيكتور هيجو وكتاب الاستنساخ للدكتور منير الجنزوري 3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟ بدأت الكتابة منذ المرحلة الإعدادية وخلال فترة دراستي بالجامعة ولكن بشكل غير منتظم ثم تحولت الهواية إلى احتراف بشكل منتظم منذ عام 2016 وحتى الآن حيث بدأت أكتب بشكل منتظم بالنسخة العربية للموقع الأمريكي هافنتغتون بوست ثم ببوابات إلكترونية وصحف ورقية عديدة بمصر والجزائر والولايات المتحدةالأمريكية وكندا . اكتب في مجالات متنوعة بين الصحة والتاريخ وتبسيط العلوم والقصة القصيرة والرواية وكذلك قصائد الهايكو . ومن مؤلفاتي الفكرية : 1ءكتاب تأملات بين العلم والدين والحضارة صدر في جزئين 2ءكتاب مرآة التاريخ 3ءكتاب على هامش التاريخ والأدب 4ءكتاب جائحة العصر 5ءكتاب حكايات الأمثال 6ءكتاب حكايات من بحور التاريخ ومن مؤلفاتي الروائية والقصصية : 1ءرواية ساعة عدل 2ءرواية خريف الأندلس 3ألمجموعة القصصية في فلك الحكايات وتحت الطبع وقريبا بمعارض الكتاب 2022 بمشيئة الله: ءكتاب فنتازيا الجائحة 2ءكتاب صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر 3ءكتاب جائحة العصر مقالات ودراسات الجزء الثاني 4ألمجموعة القصصية حتى يحبك الله الكتابة تمثل بالنسبة لي ترياق الحياة بكل ما تعنيه الكلمة فهي تاريخي الذي لا يفنى وعمري الذي عشته بكل إنجازاته واخفاقاته وواقعي الذي لم اعشه بعد واصنعه حاليا ومتنفسي الذي أحيا به لأواجه مشاق ما بقى من عمر ومستقبل وسنوات قادمة. 4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟ القاهرة وتحديدا المعالم التاريخية بها خاصة المملوكي والفاطمي منها فهي الملهم لي بكثير من أعمالي. 5. هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟ نعم راض كل الرضا والحمد لله رب العالمين دائما وابدا فهي أمانة الكلمة التي أحملها ولا اكتب إلا ما يمثل رأيي ويطمئن إليه ضميري ويعبر عن قناعاتي واحسبه ينفع الناس ويثري معارفهم وينقل لهم تجربتي البسيطة قال تعالى : (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال). (الرعد:17). 6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي وتعتزل الكتابة؟ الكتابة بالنسبة لي هي رحلة العمر والحياة برمتها واليوم الذي سأتوقف فيه عن الكتابة سيكون أخر يوم بحياتي ونهاية رحلتي في هذه الدنيا طالت أم قصرت . 7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟ ليس لدي وقت للتمني ولا يوجد في قاموسي الحياتي كلمة الأحلام . دائما اصنع ما أريد وأتمنى بما تجمع لدي من إمكانيات وإن بدت بسيطة إلا أنها تروق لي وتمثل تجربتي وكتاباتي التاريخي منها والعلمي والروائي والقصصي تعبر عن ذاتي وتجربتي وما أود قوله وأرائي حتى وإن توارت خلف أشخاص رواياتي وقصصي إلا أنها تبقى جزء مني ومن كياني وتتحدث عني ولكل كاتب تجربته وظروفه فهي كالبصمة الوراثية التي لا تتكرر بين شخص وآخر لهذا لم اتمن ما خطه غيري عن تجاربه فلكل رؤيته ومنهاجه . طقوسي بسيطة لا تتعدى أكواب كثيرة من القهوة بالحليب لمرات عدة باليوم وبضع أوراق اكتب عليها وعلى هاتفي الصغير . 8.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟ بالطبع له دور ودور مؤثر وكبير لكن ليس في ظروف العالم العربي الحالية لقد تقلصت الثقافة بشدة وتقزم دور المثقف بشكل خطير ومحزن وأصبح عبئا على بيئة اجتماعية لا تعرف سوى الإسفاف والاهتمام بالسخف وسفاسف الأمور . 9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟ العزلة لا تصنع مثقفا ..المثقف تصنعه ذاته وتفاعل ذاته مع المتغيرات من حوله ومن نتاج هذا التفاعل والمزج بينه وبين مكنون الذات يصنع تجربته الحقيقية والعميقة والمتفردة وانعزال المثقف عن بيئته والمتغيرات من حوله تجعله سجين ذاته وتجعل نظرته قاصرة وتجربته محدودة..فكم من مثقف قد استبدل آرائه بأخرى عن اقتناع وإعادة إمعان تبعا للظروف من حوله والمتغيرات الواقعية والحياتية وقد كان يظنها آنفا من الثوابت التي لا يجوز المساس بها . 10. شخصية في الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟ الملك فؤاد الأول ملك مصر السابق فقد اجتمع لديه من التناقضات ما جعلني اتمنى لقائه عن قرب ..فهو الشخصية القوية المحافظة الصارمة الغير محبوبة جماهيريا في الوقت نفسه كثير الاهتمام بالثقافة والمعرفة والتعليم والأب الحقيقي للجامعة المصرية والتي بقيت محور اهتمامه أثناء رئاسته الشرفية لها حينما كان أميرا ثم بعد ذلك حينما أصبح ملكا على مصر وصاحب مشروع تنويري وتعليمي واعد بإرسال البعثات التعليمية لبلدان أوروبية في شتى المجالات لبناء نواة من المتعلمين المصريين القادرين على الاحلال محل الأجانب في مجالات مختلفة وقد تحدثت عن مشروعاته بشىء من الاسهاب في كتابي المزمع صدوره بإذن الله صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر 11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟ كنت سأغير مساري الدراسي من الصيدلة إلى مسارات أخرى مثل دراسة السياسة والاقتصاد والعلوم التكنولوجية الذكية . دراسة الصيدلة من الدراسات التقليدية القديمة والتي لا تطلق طاقات إبداعية بداخل خريجيها واتحدث من وحي تجربتي . 12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟ تبقى الذكريات الجميل منها والقاسي فالذكريات كنز لا يفنى إذا اعتبرناها دروس وعبر نمر بها ونتعلم منها فالجميل منها يعيننا على استكمال المشوار والقاسي منها نتجاوزه ونحاول ألا نقع في أسره مرة أخرى . 13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثنا عن روايتك الاخيرة : ًساعة عدل ً. كيف كتبت وفي أي ظرف؟ رواية ساعة عدل أرصد فيها رحلتي مع الجودة وصور شتى من البيئات الصحية شاهدتها أثناء عملي في أماكن مختلفة وقد تكون غائبة عن دائرة الضوء بحكم بعد الأعمال الدرامية عن رصدها مع أنها شديدة الأهمية لأنها تتعلق بركيزة أساسية لأي مجتمع ألا وهي الصحة . كما أرصد في الرواية نماذج شتى من الشخصيات التي تجسد الصراع الأزلي بين الخير والشر وسيادة المادية على البشر على حساب الأخلاق والمثل العليا وضرورة العودة للقيم من خلال الدين الوسطي ومفاهيمه الشاملة بعيدا عن التعصب والمغالاة. 14. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟ هي محاولة لتغيير الواقع حتى وإن بدا ذلك صعبا ومستحيلا وضربا من الخيال ولكن ربما يأت يوما تخرج الكلمات الأسيرة من جنبات سطور الصفحات البالية لتبني عالما جديدا وقويا ومتماسكا محوره الأخلاق وركيزته بناء الإنسان ...إنني اكتب لمستقبل حتما لن أدركه ولكني أراه الآن على مرمى البصر قدرا مقدورا . 15. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟ رائعة جدا فمواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن تلغي الحواجز المكانية بين الناس وأن تخلق مساحة كبيرة ولا منتهاه للحوار المجتمعي وأصبح الجميع على مقربة من المبدع الحقيقي إن شاءوا أن يرونه فعلا . 16. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟ اجمل ذكرى مع صدور كل كتاب من كتبي فهي بمثابة ميلاد مولود جديد لي يضيف لعمري سنوات جديدة . وأنا لا احتفظ بذكريات سيئة بل انظر لما مضى بإيجابية تامة . 17. كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟ النجاح هو رحلة قد تبدو شاقة وبعيدة المآل ولكن السعى في دروب الرحلة أمتع من بلوغ قمة النجاح ذاتها.