نشر د رشيد بوتخريط مدير مستشفى العروي تدوينة ينتقد فيها زملائه الاطباء بالناظور بسبب عدم حضورهم جنازة د مصطفى اجعون بتزطوطين قبل ايام. و قال بوتخريط ان للدكتور مصطفى ايادي بيضاء بشكل مباشر و غير مباشر على عدد كبير من الاطباء بالاقليم . و قال بوتخريط ان مديرا جهويا سابقا للصحة حضر من مراكش الى تزطوطين لحضور الجنازة فيما غاب زملائه الاقربون. نص التدوينة حتى لا ننسى مر حوالي أسبوع على رحيل الدكتور مصطفى أجعون والذي يمكن اعتباره واحدا من الشخصيات التي طبعت تاريخ هذه المنطقة السعيدة بإيجابياتها وسلبياتها. الموت علينا حق ولا مفر من قدر الله ولكن تبقى هناك بعض الأمور التي وجب الخوض فيها ما دمنا نتنفس ونمشي فوق هذه الأرض الطيبة والتي يبقى من أهمها كون المرحوم لم ينل نصيبه من الإهتمام الذي يستحقه بعد موته كواحد من رموز ذاكرتنا المجروحة أصلا، لن أتحدث هنا عن الإعلام أو المجتمع المدني أو أجهزة الدولة الرسمية و الغير الرسمية أو أو أو بل أود أن أركز فقط في تدوينتي المتواضعة هذه والنابعة من القلب على أبناء جلدتي من الأطر الصحية خاصة الأطباء منهم. أين اختفيتم يا معشر البذل البيضاء بعد رحيل رجل كان له كل الفضل على غالبيتكم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ؟ بالعربية تاعرابت " مني وجبد" وكيف للمدير الجهوي السابق أطال الله في عمره الدكتور ع.ب أن يقطع كل المسافة الرابطة بين مراكش والعروي من أجل تقديم العزاء لأفراد أسرته عرفانا لما قدمه المرحوم من خدمات وأنتم على مسافة بضعة أمتار فقط بقيتم ماكثين في أماكنكم لا تحركون ساكنا و لا تبالون كل يغني على ليلاه ! حتى مواقع التواصل الإجتماعي التي نتقاسمها فيما بيننا وعلى قلتها عرفت شحا غير مفهوم في تقديم العزاء لهرم من أهرام الطب في منطقتنا الغالية إذ أنه عندما يرحل جار خال أحد الأطباء منا تكثر كلمات الرثاء التي تعبر عن الحزن والتضامن و و و وعندما رحل سليل تيزطوطين بشحمه ولحمه سكت الجميع ! لا حول ولا قوة إلا بالله ، هنا أستحظر قصة موت خادمة القاضي والتي عرفت حظور حشد كبير من المشيعين وعندما مات القاضي لم يحضر أحد كون الجميع كان منشغلا في استقبال القاضي الجديد بحثا عن المصلحة ، نعم المصلحة التي تعبر عن أنانية بني آدم والتي تحدث عنها الأدباء والفلاسفة الكبار في كتبهم كأفلاطون وأرسطو وآدم سميث، هذا الأخير يقول بأن حرية السوق هي المحدد الرئيسي للمصلحة وكما نقول بالعامية عندنا " الله إخرج سوقنا على خير أصافي" ! رغم أنني لا أشاطر المرحوم الرأي في الكثير من المواقف وهذا ليس موضوعنا إذ أن حياته تبقى كتابا مفتوحا وغنيا بأحداث يمكن صراحة أن تسيل لعاب كبار الأدباء والمخرجين السينمائيين فلا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن ننكر بأن الرجل والمعروف عندنا منذ نعومة أظفارنا بالدكتور مصطفى قد قدم أعمالا جليلة لكل المدينة والنواحي إذ يعتبر أول طبيب جراح يلتحق بالمستشفى الحسني أواسط سبعينيات القرن الماضي كما دشن أول مصحة بالمنطقة خلال بداية الثمانينيات و و و وصراحة عندما ذهبت متثاقلا بسبب الوعكة الصحية التي ألمت بي مؤخرا من أجل تقديم العزاء لأفراد أسرته بالعروي قرأت الحزن والغم والغبن على وجوههم ، ليس بسبب فقدان عميد المصحات فقط بل بسبب ظلم وتنكر ذوي القربى... لا أود أن أظيف المزيد لأنني مهما قلته في حق هذا الصنديد فهو قليل وكل ما أتمناه هو أن يملأ الله قلوبنا بالرحمة والمحبة والتسامح وأن يزيل عنا الحقد والكراهية والأنانية لأن الكمال والدوام لله كما أتمنى التفاتة ولو رمزية من القوى الحية الصحية منها والغير الصحية قصد تنظيم حفل تكريم يليق بمقام الرجل و نتذرع من العلي القدير أن يجدد عليه رحماته وعلى زوجته السيدة خديجة الورداني و جميع موتانا في هذه الجمعة المباركة وأن يجعل مثواهم الجنة مع الصديقين والشهداء وأن يرزق ذويه الصبر والسلوان وأن يشفي مرضانا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون.