دخل قرار المغرب الرامي إلى تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة المغربية، لمدة أسبوعين، حيز التنفيذ عقب التفشي السريع للمتحور الجديد لفيروس كوفيد-19 "أوميكرون"، خاصة في أوربا وإفريقيا. ويتساءل المواطنون عن احتمال إقرار المغرب إجراءات احترازية أخرى من طرف اللجنة بين وزارية المكلفة بتتبع كوفيد 19، أو اكتفائه بإغلاق الحدود، لاسيما وأن الوضعية الوبائية للمملكة لا تدعو إلى القلق، وفقا لنشرة كوفيد التي تعلن عنها وزارة الصحة؛ إذ سجل المغرب 53 إصابة بكورونا في 24ساعة الأخيرة. ويجيب على هذا التساؤل، سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، ، موضحا، أن كل شيء وارد، وفي أية لحظة قد تصدر إجراءات احترازية أكثر تشددا، لاسيما أمام تراجع الإقبال على التلقيح ضد كورونا بشكل صادم. ويضيف عفيف، أنه خلال يوم السبت الماضي لم يقبل على مراكز التلقيح وطنيا إلا 500 مواطن فقط، وهو رقم مقلق مقارنة مع ما كان يتم تسجيله في وقت سابق. ولفت المتحدث نفسه الانتباه، إلى أن اللقاح هو الحل لتفادي الإغلاق الشامل، مبرزا، الوضع لا يستدعي توصيات جديدة، لأن تراجع التلقيح يبقى أمرا مخيفا. وأكد أن 4.5 ملايين مغربي لم يتلقوا أية جرعة، وهو العدد الذي يمكن المغرب من بلوغ المناعة الجماعية، مبرزا أن المعنيين بالجرعة الثالثة، كذلك، لم يتلقوها، مناشدا المواطنين التلقيح لتفادي ما هو أسوأ. واعتبر عفيف أن الموجة الخامسة، التي تشهدها أوربا يمكن أن تنتقل إلى المغرب، إذ بحسبه، هي مسألة وقت فقط. وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن ظهور متحورة فيروس كورونا الجديدة "أوميكرون" يمثل خطرا "مرتفعا للغاية" على مستوى العالم، لكنها شددت على أن معدل انتقال العدوى بها، ومدى خطورتها لم يتضحا بعد. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن "أوميكرون"، التي رصدت أول مرة في جنوب القارة الإفريقية كانت "متحورة مختلفة بدرجة كبيرة تحتوي على عدد مرتفع من النسخ... بعضها مقلق وقد يكون مرتبطا باحتمال الهروب المناعي، وزيادة انتقال العدوى". قال البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، اليوم الأحد، إن المغرب ليس في منأى عن متحور "أوميكرون"، مبرزا أن المغرب " ليس استثناء، وما دام المتحور الجديد قد وصل إلى أوربا؛ فإن الخطر قريب ووارد على المغرب أيضا. وشدد الإبراهيمي على أنه إذا لم يتم "اتخاذ الإجراءات اللازمة، فستصبح مسألة وصول "أوميكرون" إلى المغرب فقط مسألة وقت، ولن تتعدى بضعة أيام أو بضعة أسابيع". وانتشرت المتحورة الجديدة لفيروس كورونا "أوميكرون" التي تحتوي على نسخ عديدة في أنحاء العالم الأحد، فدفعت دولا إلى إغلاق حدودها وأخرى إلى إعادة فرض القيود، فيما ساد القلق حيال جهود مكافحة الوباء المستمرة منذ نحو عامين.