أثار تصريح للمدير العام لوكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا والرئيس المدير العام لمؤسسة مارتشيكا ميد، سعيد زارو، أدلى به قبل أيام، وصف فيه عددا من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بأعداء وطنهم ومنطقتهم والسياحة بمدينتهم، موجة انتقادات كبيرة، خاصة لدى شريحة واسعة من الفعاليات المدنية والجمعوية الناشطة بمدينة الناظور والنواحي، والتي رأت في تصريحات زارو اتهاما خطيرا لها ومحاولة منه لتكميم الأفواه ومنعها من حقها في التعبير عن آرائها وملاحظاتها، خاصة فيما يتعلق بتدبير المشاريع التي تبنتها الوكالة لتهيئة بحيرة مارتشيكا بالناظور والمناطق المجاورة. وجاء تصريح سعيد زارو، في أعقاب ترؤسه لافتتاح منتزه للطيور جرى إنشاؤه بكورنيش مدينة الناظور، والذي تزامن مع تخليد اليوم العالمي للطيور المهاجرة، حيث اتهم نشطاء بالناظور بالإساءة للمدينة عبر نشرهم لصور ومقاطع فيديو تسيء لمشروع مارتشيكا وتتسبب في نفور وهروب المستثمرين منه نحو مدن أخرى، مضيفا في نفس التصريح المصور، أن المتضرر الأكبر من ترويج هذه الصور هي المدينة وليس شخصه، مستطردا بالقول أنه باقي في مكانه وسيظل كذلك حتى آخر رمق، لأنه جاء لينفذ تعليمات الملك محمد السادس لتنمية المنطقة وتأهيلها، وهي الأوراش التي انطلقت منذ أزيد من 15 سنة، وفق تعبيره. هذا وخلفت تصريحات "كبير مارتشيكا" ردود أفعال غاضبة من طرف مجموعة من النشطاء المدنيين والإعلاميين، التي رأت في ترويج مقاطع مصورة لاختلالات بمشاريع وكالة مارتشيكا إسهاما منها في تقويم هذه الاختلالات التدبيرية التي تعرفها تلك المشاريع، واعتبرت اتهامات زارو باستغلال "فيسبوك" و"أنستغرام" لنشر صور تسيء لمشاريع الوكالة المكلفة بتهيئة بحيرة مارتشيكا، تعاطيا غير موفق من المدير المسؤول، المفترض فيه فتح تواصل موسع مع وسائل الإعلام وباقي المتدخلين من منتخبين وفعاليات المجتمع المدني قصد التوضيح وتقريب الرؤى ووجهات النظر والاشتغال بشكل متوازي لإنجاح هذا الورش الملكي الذي تراهن عليه المملكة لجعل الناظور والمنطقة ككل قطبا سياحيا واعدا بالبحر الأبيض المتوسط، بدل توزيع الاتهامات المجانية، حسب ما أكده ذات النشطاء. ويعتبر مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا، الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته سنة 2009، ورشا سياحيا وحضريا هاما من شأنه أن يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليم الناظور وجهة الشرق ككل، من خلال إحداث الثروة والنهوض بالتشغيل وحماية الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي لهذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 115 كيلومتر مربع وتمتد كثبانها الرملية على طول 25 كيلومتر تفصلها عن البحر الأبيض المتوسط.