يرى سعيد زارو، المدير العام لوكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا في الناظور، أن هناك ثلاثة مفاتيح لفهم المد التنموي الذي يعرفه إقليمالناظور، مؤكدا أن مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا يتوفر على كل ضمانات النجاح ولن يقسم أهالي الناضور * لم يحظ إقليمالناظور بأي عناية منذ ما يقارب ال 50 سنة، لكن اليوم بدأ يتم الانتباه إليه من خلال تنميته وربطه بالشبكة الطرقية وخط السكة الحديدية والتأهيل الحضري والمشاريع السياحية الكبرى، لماذا الآن برأيك كل هذا الاهتمام في هذه المدة الأخيرة؟ ** منطقة الناظور منطقة تجتمع فيها ثلاث خصائص أهلتها لأن تحظى بنصيب أوفر في التنمية، فهي من جهة منطقة استرتيجية بحكم أنها بوابة المغرب نحو أوروبا، وقطب اقتصادي وسياحي مهم يحتاج إلى إعادة صياغة لأدواره في هذا المجال، وبالإضافة إلى ذلك، فإقليمالناظور يعد من أهم المراكز المالية في المغرب. * أشرت خلال اللقاء التواصلي الذي عقدته مع فعاليات المجتمع المدني بالناظور إلى مشاكل التلوث البيئي في الناظور، ومع ذلك، ضخت وكالة تنمية بحيرة مارتشيكا مبلغ 46 مليار درهم لأجل تهيئة هذه البحيرة، ألا يعد ذلك مغامرة؟ ** لا.. أبدا، فنحن واعون بالمشاكل البيئية، وخصوصا ببحيرة مارتشيكا، لهذا جلبنا خبراء دوليين مختصين في المجال البيئي من مختلف الدول من أجل تجاوز هذه المشاكل. وأعتقد جازما أن المشكل البيئي الذي يقع على رأس اهتماماتنا سوف لن يعود له وجود مع نهاية سنة 2012، خصوصا وأننا رصدنا مليار و500 مليون سنتيم لهذا الغرض. * لكن لماذا لم يتم استثمار هذا الغلاف المالي الذي يقارب حجم الميزانية المرصودة للجماعات المحلية في المغرب في مدينة كخنيفرة أو غيرها عوض بحيرة مارتشيكا البالغة مساحتها 13 ألف هكتار؟ بمعنى، لماذا الناظور بالضبط؟ ** أولا، ما يجب التأكيد عليه هو أن هذا الورش ورش ملكي، لأن إرادة جلالة الملك محمد السادس شاءت ذلك، ثانيا لا يعقل أن تظل منطقة مطلة على دول حوض البحر الأبيض المتوسط، منطقة تمثل وجه المغرب الشمالي، تعيش في مناخ غير بيئي. فالمجال البيئي له دوره الاستراتيجي في التنمية، وإقليمالناظور الذي يمثل ذراع المغرب في الشمال الشرقي يحتاج كغيره من مناطق أخرى في المغرب إلى هذا الاهتمام. * عرف مشروع فاديسا بالسعيدية منذ انطلاقته العديد من المشاكل التي ما زالت عالقة إلى الآن، سواء في الجانب البيئي أو في جوانب أخرى، فما هي ضمانات نجاح مشروع بحيرة مارتشيكا؟ ** مشروع بحيرة مرتشيكا، هو أحد المشاريع المندمجة، هو مشروع الدولة، لأن الوكالة تتشكل من الجماعات المحلية والوكالة الحضرية. فالدولة هي التي تقوم بكل الأشغال، خاصة أشغال السياحة، وتصميم التهيئة، وتنظيم المجال الترابي. وأعتقد أن خلق الوكالة من شأنه أن يبقي على جميع سبل نجاح المشروع على جميع المستويات السياحية والتنموية والبئية والاجتماعية. * ألا تعتقد أن هذا الشروع الضخم من شأنه أن يقسم سكان الناظور؟ ** أبدا، لا نتوخى ذلك، فمنذ أن أنطلقت الأشغال في 2009 ونحن نحاول جاهدين أن نجعله مشروع الجميع، لا نفرق بين غني وفقير. لا نريد أن يتحول المشروع إلى ملاذ لذوي المال، بل ملاذا لجميع فئات المجتمع، الكل له الحق في الاستفادة من المشروع، والولوج له حق مشروع. صحيح أننا هيئنا مساحة لرياضة الكولف، ولكن خصصنا كذلك 70 هكتارا لإنشاء محمية للطيور، ومجالات للصيد السمك بالنسبة للصيد التقليدي. مارتشيكا فضاء مفتوح على الجميع، ولن يقسم أهالي الناظور. * كيف تشرح ذلك؟ ** مشروع مارتشيكا الذي سيتم إنجازه في أفق سنة 2025 سيساهم في إحداث حوالي 80 ألف منصب شغل بصفة قارة ومؤقتة، وهو ما يشكل 18 في المائة من العدد الإجمالي لساكنة الإقليم التي تقدر ب 505 ألف نسمة. * أبدى بعض سكان إقليمالناظور تخوفات كبيرة من جراء احتمال تعرض ممتلكاتهم العقارية وأراضيهم الفلاحية لزحف «وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا»، ما هو تعليقك على هذا التخوف؟ ** هذا كلام غيرمسؤول ولا أساس له من الصحة، وكالة تنمية بحيرة مارتشيكا، والتي تشكل بحق إبداعا ملكيا، لم تخلق من أجل النهب أو السطو أو الترامي على ملك الغير باسم المنفعة العامة... الوكالة جاءت من أجل تنظيم المجال الترابي، ولهذا تم تجميد العمليات العقارية، وهي عملية تندرج في إطار الدراسات التي تباشر من أجل إعداد تصميم التهيئة الذي سيتم المصادقة عليه أواخر سنة 2011، والذي يتضمن بالأساس إعادة تهيئة كورنيش الناظور وإعادة تهيئة المدينة القديمة بالناظور وإعادة تهيئة النسيج الحضري بكورنيش بني انصار والتنمية المجالية، وإعادة الهيكلة الحضرية، ومحاربة السكن غير اللائق بجماعة أركمان، وإعادة هيكلة حي ترقاع، وإنجاز طريق سريع يربط ميناء الناظور بالمطار الدولي العروي.. محطات في حياة سعيد زارو 19 أكتوبر 1960: أطلق صرخة الحياة في طنجة 1985: نال دبلوم مهندس في الهندسة المدنية من المعهد العالي للمهندسين ببروكسيل. 1986: حصل على دبلوم من المدرسة الوطنية العليا للالكتروتقنيات والالكترونيك والمعلوميات والمياه والاتصالات بتولوز 1999 إلى 2004: شغل منصبي المدير العام لصوجيسيتس والمدير العام المساعد لمشروع بوزنيقة باي 2004: شغل مهمة مدير «قطب التهيئة» بوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق. 2008: تم تعيينه رئيسا لمجلس الإدارة الجماعية لشركة تنمية بحيرة مارشيكا شتنبر 2009: عين في منصب الرئيس المدير العام ل«أطالايون غولف ريزورت» ش.م غشت 2010: عين مديرا عاما لوكالة بحيرة مارتشيكا متزوج وأب لأربعة أبناء