حالت السلطات المغربية دون وقوع أزمة هجرة جديدة في مدينة مليلية حين تصدت لمحاولة دخول المئات من المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء عبر تسلق السياج الحدودي، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الإسبانية حالة استنفار للتصدي للموجة، العملية التي جرى خلالها استخدام الطائرات المروحية لمحاولة ضبط أماكن التسلل. وفي حوالي الساعة الثانية من صباح الجمعة، فوجئت السلطات الحدودية المغربية والإسبانية بمحاولة اقتحام جماعية للسياج الحدودي المزدوج من طرف حوالي 300 مهاجر غير نظامي وفق تقديرات مركز العمليات التابع للحرس المدني الإسباني، والذين تحدوا ارتفاع الجدارين الشائكين البالغ علوهما من الناحية المغربية 16 مترا ومن الجهة الخاضعة للسلطة الإسبانية 10 أمتار، وهو الأمر الذي تطلب استعانة الإسبان بطائرات مروحية لمحاصرة المحاولة. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" عن قيادة الحرس المدني في مليلية أن الانتشار السريع لعناصرها والتعاون مع قوات الأمن المغربية حال دون دخول أي مهاجر إلى المدينة، كما نجحت هذا التنسيق في إنهاء المحاولة دون وقوع أي إصابات سواء في صفوف الأمنيين أو المهاجرين، لتتفادى مدينة مليلية بذلك أضخم عملية اقتحام جماعي منذ بداية الأزمة الدبلوماسية مع المغرب في أبريل الماضي، والتي أثرت على التنسيق الأمني فيما يخص الهجرة غير النظامية. وكانت المحاولة الأبرز لدخول عنوة إلى مليلية قبل محاولة أمس، هي تلك التي جرت في 22 يوليوز الماضي عندما تمكن 238 شخصا من الوصول إلى المدينة المتمتعة بحكم ذاتي في عملية شارك فيها المئات أيضا، وانتهت بإصابة 17 مهاجرا و3 من عناصر الحرس المدني الإسباني، وبعدها أعاد المغرب تشديد مراقبته للحدود ما مكنه من منع عدة محاولات جماعية تراوح تعداد المشاركين فيها ما بين 50 و200 شخص. ورغم معاناتها من مشكلة تزايد محاولات الهجرة غير النظامية بسبب الأزمة مع المغرب، تظل مليلية أقل استهدافا من لدن المهاجرين مقارنة بشقيقتها مدينة مليلية، والتي لا زالت إلى اليوم تعيش على وقع أزمة الهجرة الأكبر في تاريخها حينما دخلها ما يزيد عن 10 شخص ما بين 17 و19 ماي الماضي، حين رفعت السلطات المغربية يدها عن مراقبة الحدود في ظل غضبها من مدريد التي سمحت بدخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية سرا إلى أراضيها. متابعة