رفع الستار عن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان روح الثقافات بالصويرة    تقدم في التحقيقات: اكتشاف المخرج الرئيسي لنفق التهريب بين المغرب وسبتة    "برلمانيو الأحرار" يترافعون عن الصحراء    فوز صعب ل"الماص" على المحمدية    المنتخب النسوي يفوز وديا على غانا    "ميزانية المواطن".. مبادرة تروم تقريب وتبسيط مالية جهة طنجة للساكنة    لجنة تتفقد المناخ المدرسي ببني ملال    "طلب رشوة" يورط عميد شرطة    حادث سير يصرع شابة في الناظور    "الفوبريل" يدعم حل نزاع الصحراء    المؤتمر الوطني للعربية ينتقد "الجائحة اللغوية" ويتشبث ب"اللسانَين الأم"    حوار مع "شات جيبيتي".. هل الأندلس الحقيقية موجودة في أمريكا؟    الحصبة.. مراقبة أكثر من 9 ملايين دفتر صحي وتخوفات من ارتفاع الحالات    السلطات المغربية تحدد موقع مدخل نفق لتهريب المخدرات بين سبتة المحتلة والفنيدق    نادي القضاة يصدر بلاغاً ناريا رداً على تصريحات وزير العدل بشأن استقلالية القضاء    المدير السابق للاستخبارات الفرنسية للأمن الخارج: المغرب كان دائما في طليعة مكافحة الإرهاب    طقس السبت .. امطار مرتقبة بمنطقة الريف والواجهة المتوسطية    ارتفاع المداخيل الضريبية بنسبة 24,6 في المائة عند متم يناير 2025    أزولاي: البصمة المغربية مرجع دولي لشرعية التنوع واحترام الآخر    اختتام القمة العربية المصغرة في الرياض بشأن غزة من دون إصدار بيان رسمي    صراع مغربي مشتعل على عرش هدافي الدوري الأوروبي    من العاصمة .. الإعلام ومسؤوليته في مواجهة الإرهاب    الملتقى الوطني الاتحادي للمثقفات والمثقفين تحت شعار: «الثقافة دعامة أساسية للارتقاء بالمشروع الديمقراطي التنموي»    قرعة دور ال16 لدوري الأبطال .. ريال مدريد في معركة مع "العدو" وباريس يصطدم بليفربول … والبارصا ضد بنفيكا    استقر في المرتبة 50 عالميا.. كيف يبني المغرب "قوة ناعمة" أكثر تأثيرا؟    محكمة بالدار البيضاء تتابع الرابور "حليوة" في حالة سراح    إيفاد أئمة ووعاظ لمواكبة الجالية المغربية بالمهجر في رمضان    الملك محمد السادس يحل بمطار سانية الرمل بتطوان استعدادًا لقضاء شهر رمضان في الشمال    الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء تحدد تعريفة استخدام الشبكات الكهربائية للتوزيع ذات الجهد المتوسط    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    مليلية المحتلة تستقبل أول شاحنة محملة بالأسماك المغربية    نتنياهو يزور طولكرم ويهدد بالتصعيد    المغرب يشارك في الدورة ال58 لمجلس حقوق الإنسان    الرجاء يعلن منع تنقل جماهيره إلى مدينة القنيطرة لحضور مباراة "الكلاسيكو"    المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس.. تكريم استثنائي لرائد إقليمي في الفلاحة الذكية والمستدامة    المندوبية السامية للتخطيط تسجل ارتفاعا في كلفة المعيشة في المغرب    المقاتلات الشبحية F-35.. نقلة نوعية في القوة العسكرية المغربية    حماس: جثة بيباس تحولت إلى أشلاء    روايات نجيب محفوظ.. تشريح شرائح اجتماعيّة من قاع المدينة    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناظور...سلسلة الحوارات مع المبدعين : ضيفة حلقة الاسبوع الشاعرة ثريا الوزاني
نشر في أريفينو يوم 17 - 08 - 2021


أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الشاعرة ثريا الوزاني
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
ثريا لهراري الوزاني من مواليد المدينة العتيقة وزان،أستاذة اللغة العربية سابقا، حصلت على التقاعد النسبي لظروف صحية، وذلك بعد أن أديت واجبي بكل تفان وإخلاص ، وأنا راضية عما قمت به كل الرضى، وما بلغته من رسالة بكل أمانة في حقل التربية والتعليم وأتمنى ان يكون الله راضيا عني أيضا ، أشتاق إلى تلميذاتي و تلاميذي كما يشتاقون هم أيضا إلي لما جمعني بهم من احترام وتقدير وصداقة ومحبة.
لقد تفرغت بعد التقاعد لأعمال ومشاريع علمية أخرى حتى لا أعاني من رتابة الحياة والبيت ومسؤولياته فقط.
2. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أحاول في هذا الشهر المبارك الجمع بين ما يغذي الروح، وما يغذي العقل ،دون إهمال ماتتطلبه الأسرة أيضا، اليوم بين يدي كتاب: الشعر الصوفي بتازة خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين لمؤلفته الدكتورة الأستاذة ربيعة بنويس.
أما أجمل كتاب قرأته وأحرص على قراءته بكل تأمل هو القرآن الكريم لأنه كتاب شامل جامع، وقد يطول الحديث عنه عند أهل الاختصاص
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
الكتابة ولع شديد صاحبني منذ طفولتي من خلال الأناشيد التي كنا نتعلمها بالمدرسة، وأسترجع حدثا يعود إلى زمن بعيد من عمري وأنا تلميذة في القسم الرابع من التعليم الابتدائي، حيث غيرت مكاني لأجلس إلى جانب صديقتي حياة ورجاء، عاقبنا المعلم، لكن بعد خروجه وجدنا قد اجتمعا من جديد لكن كتبنا وعبرنا عن مشاعرنا، قرأ مضمون ورقاتنا فصاح ضاحكا هذا : شعر هذا شعر! ثم نادى على معلم آخر فأعجب بما كتبته، بل بما كتبناه... كتبت عن أشياء كثيرة وانا تلميذة بالسلك الثانوي باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية لكن مع الأسف ضاعت تلك الكتابات الأولى. ولهذا ظلت الكتابة تصاحبني بل تسكن كياني وتحضر معي أينما كنت وفي مختلف الظروف وفي كل أوان، فأعبر عن مكنون مشاعري و آرائي وكل ما يجول بخاطري ويحيط بي وما يثيرني من جمال أو يستفزني من قبح وظلم عنف وحروب ومأساة... ، لم تغدُ الكتابة عندي أمرا يستهويني أو يملأ بعض أويقات الفراغ، لكن أصبحت أمانة ومسؤولية ملقاتين على عاتقي وعلى عاتق كل شاعر أو كاتب و مفكر يجب عبرها تبليغ مجموعة من الرسائل ومعالجة كثير من القضايا التربوية والاجتماعية والسياسية والإنسانية، رسالة تهدف إلى الانفتاح على الآخر، وإلى التسامح والتعايش ومد جسور التواصل وتجديد وشائج الأخوة ونشر مبادئ العدل بنبذ كل أشكال العنف والظلم أينما حلت وكيفما كان شكلها ونوعها وذلك لإعادة القيم الإنسانية ولبناء الإنسان المتحضر في سلوكه وأخلاقه، المتوازن في أعماله و تفكيره دون تضخم الأنا ، لعلنا نوقظ ضمير الإنسان فينا، هذا الإنسان الذي يؤسف عليه اليوم، حيث تكاد تبقى منه سوى صورة مزيفة لاقدر الله .فبالضميرالحي ،وبصلاح قيم الانسان تمد الأيادي لعمل الخير بكل تضامن وتعاون من أجل العمل للصالح العام بعيدا عن السعي لتحقيق أهداف ذاتية منشودة فقط.
إن ماتفرضه علي الكتابة اليوم أيضا كما تفرضه على غيري التحذير من خطر العولمة الذي يهدد الحياة بشكل عام بل يكتسح العقول ويكاد يستنسخها، والغاية من دق الإبداع بشكل عام ناقوس الخطر هو التنبيه إلى ضرورة حسن تربية الجيل الصاعد بتوفير لأسرته وله ما يحتاجانه من أسس حياة كريمة، بحثه على طلب العلم النافع والاجتهاد وعدم التوكل والمحافظة على ثوابتنا الوطنية وعلى القيم الإيجابية سعيا للتقدم و النهضة والتطور
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
تسكنني مدينتي وزان مسقط رأسي حيث بيت أسرتي وذكرياتي الجميلة وحكايات جدي العالم الذي عاش بها غريبا بسيطا لا يذكر حتى نسبه الحقيقي العتيد لأن المستعمر الفرنسي قد نفاه من شرق المغرب إلى نواحي مدينة وزان، ثم جيء به لتعيينه عند خاصة المدينة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم علومه لبناتهم وأبنائهم...درس أيضا بالمديرسة أبناء الاعيان وغيرهم..
أحن إليها لأني نشأت وتعلمت بها، كانت تشدني ببياض لونها وخضرة جبلها وطبعتها وبساطة أهلها وحيراننا الطيبيبن، ودروبها الهادئة واقواس بعض ازقتها وأبواب منازلها الخشبية التي تحمل في أعلى جانبها ايقونتها الأندلسية
5. هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
بالنسبة لكتاباتي لن أقول إني راضية عنها وإلا ستنطبق علي صفة الغرور وخاصة أن كل مبدع ممن سبقوني ومهما بلغ شأنه لن يتوصل بعد إلى ما يهدف إليه من درجة الرضى على نفسه أو بلوغ مرتبة الكمال الإنساني باعتبار ان لكل فرس كبوة وفي كل إبداع جديد يغير نظرته ورأيه لبلوغ هدف آخر فيما بعد ذلك من كتابات أخرى، ولذلك فالمتلقي هو من يمكنه الحكم على إنتاجاتي او إنتاجات غيري فيقبلها مستصيغا إياها أو يرفضها.
فيما يخص أعمالي المقبلة فمازالت متراكمة قد تفوق أربعة دواوين، وعدة كتب في موضوعات مختلفة، وعلى حد تعبير إحدى صديقاتي تحتاج إلى لجنة لنقلها من الورقي إلى الحاسوب ، لذلك اتمنى من الله تعالى أن يمنحني عمرا مديدا مع موفور الصحة والسلامة والعافية لتخرج إلى الطلاب والقراء في أقرب وقت وفي أجمل حلة( ولن أخفي عنكم بعض أسرار هذا التأخر منها انشغالي بأعمال غيري بتصحيح ومراجعة بعض البحوث الجامعية والرسائل والأطروحات والقصص والدواوين الشعرية والروايات... (مجانا طبعا) ناهيك عن مسؤوليات البيت...ولا أذكر هذا من باب الافتخار وإنما من باب ضرورة نشر هذه الثقافة في مجتمعنا وهي مساعدة غيرنا ممن يحتاجون إلينا والتعاون مع بعضنا البعض، لكن فوق طاقتنا لا نلام) .
6. متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
لن أحرق أوراقي الإبداعية فهي جزء لا يتجزأ مني ومن كياني، وربما القادم سيكون أجمل وأكثر نضجا وفائدة، واذا ماقضيت نحبي ربما سيجدون سبحة تحت وسادتي و على مكتبي قلما وقصيدة لم تكتمل بعد
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟
وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟من أهدافي المنشودة تمنيت كتابة رواية تحت عنوان: "لالة عيني رقية" لكن عدة ظروف حالت دون تحقيق هذه الأمنية القصوى كما تحاملت علي المسؤوليات وخدمة الوطن و الآخرين قبل نفسي فلم أجد وقتا للتفرغ تحقيقا لهذا الإنتاج الإبداعي، وخاصة كما تعودت منذ زمن الدراسة أني أراجع ليلا أو قد أستيقظ والطير في وكناتها لمراجعة دروسي، ونفس العادة او الطقوس كما عبرتم عن ذلك مازالت تفرض نفسها علي وعلى أوقات كتابتي، فالليل يمنحني الهدوء والسكينة وفيفسح المجال أمامي لتنساب أفكاري ومشاعري حرة طليقة ، لكن منذ أن حل الضيف الثقيل الوباء كوفيد 19 أصبحت غير قادرة على السهر ليلا لأني أتعب كثيرا أثناء النهار لأن الجائحة فرضت علي وعلى غيري المزيد من الحذر، بل انضافت أعمال كثيرة إلى مسؤولية المرأة داخل البيت في ظروف قد نبتعد فيها عن الاستعانة بمساعدة من حين لآخر، هذا ما جعلني أتكاسل شيئا ما عن الخلو إلى نفسي وإلى الإبداع والاشتغال بالكتابة حيث لم أعد قادرة على السهر ولا حتى على القراءة ليلا
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
مما لا شك فيه أن الإبداع مرآة تنعكس عليها صورة المجتمع، بل يمكن القول إن المبدع يسلط الضوء على المجتمع بشتى مجالاته وفئاته وعلى زواياه السلبية الدقيقة كالإقصاء والتهميش والتمييز العنصري.... لهذا فالمبدع يتفاعل مع مختلف القضايا التي قد لا ينتبه إليها غيره ، وبالرغم مما يقوله البعض عن مجال الإبداع وعدم جدواه يبقى للمبدع والمثقف الدور الفعال في المنظومة الاجتماعية، وإذا لم يكن المبدع أو المثقف فاعلا ومؤثرا لما حدث تغيير في العالم قبل هذه الثورة التكنولوجية! ، حيث بقي الفكر الإنساني حاضرا يدلي بآرائه وينتقد كل ما هو سلبي وسيظل معبرا عن كل نشاز يؤدي إلى التخلف مصورا مظاهر الانحطاط داعيا إلى ضرورة معالجتها ووضع حل لأسبابها، ومن تم فالمبدع أو المثقف لا يغرد خارج السرب مهما حاول البعض إخفاء نور الشمس بالغربال للحط من قيم الابداع وقيمة المبدعين التي هي ألسنة تعبر عن وعي هذه الفئة وتفاعلها وقدرتها على التأثير والتغيير
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
حلت جائحة كوفيد 19 بالعالم، ففرضت علينا عزلة إجبارية، شخصيا عند بداية الحجر كان الأمر صعبا جدا إذ حرمت من الرياضة والمشي وزيارة بعض أفراد عائلتي وأفكر فيمن فقدوا عملهم أو أهلهم، حزنت لأني لم أتمكن من زيارة بعض المرضى او حضور جنازة بعض الأقرباء فالحياة من غير حرية ظلام دامس تفتقد ولو لبصيص من نور، الحرية أوكسجين بدونه الإنسان قد يموت، لذلك فالعزلة خلال فترة الجائحة هي أغلال قد تحيط بالمبدع لأنه أصبح ايام الحجر يحتاج إلى لحظات الانعتاق من رتابة جدران بيته أو مكتبه ليخرج لاستنشاق هواء جديد من حين لآخر
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
شخصية في الماضي أرغب لقاءها، الأمر مستحيل، لكن شخصية هيلين كيلير متميزة تمكنت من تحدي كل الإعاقات، فكلما صعب علي أمر أتذكر تلك الفتاة العمياء الخرساء، فأنطلق من جديد لتحقيق طموحاتي، كما أردد أيضا قول الشاعر:
لأستسهلنَّ الصعبَ أَوْ أُدركَ المُنَى
فمَا انقادتِ الآمالُ إلَّا لِصَابرٍ
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
الحمد لله حققت بعض الأشياء الجميلة جدا في حياتي منها تربية الأجيال قبل تعليمهم وإن لم أكن أفكر قط سابقا في ولوج مجال التربية والتعليم كأستاذة للغة العربية( وان كنت أحبها واكتب بها) لأن توجيهي و ميولي كان للغة الإنجليزية، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فأديت مهمتي بل أحببتها وغادرت القسم مكرهة بعدما دخلته مكرهة كما عشقت اللغة العربية كل العشق، وإن أتيحت لي فرصة للتغيير سأعود إلى الجامعة لأبدأ من جديد و لأهيئ أطروحة أخرى الدكتورة في الآداب الانجليزي لألبي رغبة والدتي رحمها الله، وهي رغبة طالما جاش بها صدرها...!
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
عندما نفقد الأشياء تبقى الذكريات، أما عندما نفقد الأشخاص يبقى الفراغ كبيرا جدا وخاصة بفقدان الوالدين
13. صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن ديوانك "ظمأ الموج"، كيف كبت وفي أي ظرف؟
كل مخلوق يعبر عن مشاعره فالطيور تعبر عن فرحتها بزقزقتها وتغريدها كما يتغير هذا التغريد فيصبح شجنا كلما حزنت او فقدت حريتها، كذلك المبدع حيث تتباين لحظات وظروف ومناسبات الكتابة أو الرسم مثلا عند الشاعر اوالفنان التشكيلي وغيرهما، كذلك الشأن بالنسبة لي حيث كتبت مجموعتي الشعرية التي تتألف من أربعة دواوين وليس ديوان واحدا وهي:
ظمأ الموج و نور الديجور وشذرات من زهرة الكبار وحر الخريف، ما مجموعه 100 نص، لم أعدها من قبل لكن القراء النقاد هم من نبهوني إلى هذا الكم من النصوص، وكلها كتبت عبر ثلاثين سنة، لأن الكتابة عندي بدأت باكرا ، لكن لم أجمع بعضا منها إلا خلال سنة 2015 وهو تاريخ الإصدار، ولولا تشجيع أحد أبنائي لي وبعض المتابعينو المهتمين بالإبداع الذين اطلعوا عليها واستحسنوها، لبقيت تلك النصوص على الرفوف، لكن كتب لها أن ترى النور حيث أخذت هذه المحموعة عنوان نصا من الديوان الأول ظمأ الموج، وهو نص كتبته تحت تأثير فاجعة الهجرة السرية سنة 2007 ، حيث ألقى البحر بشاطئ مهدية جثث شباب والذين كان عددهم كثيرا ولم يبق على قيد الحياة سوى واحد حكى ماجرى من مأساة بين عباب تلاطم أمواج البحر، حكى بعض تفاصيل الحادث المفجع... وهو على فراش مستشفى الإدريسي بالقنيطرة... لكن تبقى للمتلقين قراأت أخرى في العنوان لما يحمله من دلالات وانزياح، تجدر الإشارة إلى ما تضمنت المجموعة من موضوعات فمنها ماهو وطني تناول قضية الصحراء المغربية وغيرها،وما هو اجتماعي ووجداني وإنساني وما يجري من صراعات عبر العالم وحروب خلفت تأثيرا على شعوب فقتلت.... شردت... قضت على حضارة عتيدة..خاتمة القول فهذا العمل الأدبي هو عصارة تجربة أحاسيس جمعت بين غيرة وطنية و أفراح ومسؤولية وأمانة علمية أدبية ومواجع وأتراح..
14. ما الذي يريده الناس، تحديدا من الكاتب؟
إن الناس اليوم يرفضون أن يعيش الكاتب في برج عاجي في منأى عنهم، بل ينتظرون منه عدم الابتعاد عنهم وعن القضايا التي تشغل بالهم وتؤرق عيونهم، فالقبائل العربية القديمة مثلا كانت تحتفل وتفرح بظهور شاعر فيها وتحتفي به وتحرص على الاهتمام به لأنه لسانها المدافع عن حوزة ترابها وعرضها ومالها.
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
إن الأدب ابن بيئته لكن لا ينفصل عما يجري عبر العالم فهو سجل يحتفظ بذاكرة الشعوب وما تعرفه من اتحاد وتضامن أو اختلاف وتخاذل، ومن تطور وازدهار أو تفكك وانحطاط، والكاتب هو جزء من هذا الواقع بل يتوسطه فيسخر قلمه لتوثيقه بطريقته الإبداعية، وهكذا لا يموت الكاتب بل قد يرحل ويقضي نحبه ويظل عمله وإسمه خالدين تتناقلهما الأجيال فتتناول إنتاجه بالقراءة والدراسة والنقد أوالترجمة من لغة إلى أخرى
16. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
أصبح العالم قرية واحدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ يمكنني القول لولا هذا الفضاء لما تعرفت على كثير من المبدعات والمبدعين وأنت واحد من هؤلاء المجدين الملتزمين في شعرهم بمختلف اللغات المحترمين لأنفسهم ولغيرهم ، إن هذه المواقع قربت بين مختلف المبدعين او غيرهم عبر أرجاء المعمور ووضعت اسسا لصداقات جديدة ، مما يجعل المتابع يطلع على ما يكتبه آخرون قد يستفيد من تجربتهم أو قد لا تضيف له أي شيء
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى عندما احتضنت مجموعتي الشعرية وكأني أحتضن مولودي الأول، أما أسوأ ذكرى هي حين بلغني خبر وفاة أمي... كان المطر غزيرا ودموعي أكثرغزارة... طال الطريق.... وجدت الجميع في انتظاري ببيتنا الكبير الفسيح ، فأزيح الكفن بسرعة للكشف عن وجه والدتي الحبيبة، فوجدتها مبتسمة جميلة قبلتها ثم ودعتها الوداع الأخير...فشيعت لتصلى عليها صلاة العصر... اللهم ارحمها وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة آمين
18. كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه ؟
أشكركم جزيل الشكر على حسن الاهتمام و جميل التواصل مع المبدعين والمبدعات عبر هذا الفضاء الاجتماعي وأتمنى لكم المزيد من النجاح والتألق أستاذنا المقتدر ،كما أرجو الله تعالى أن يرفع عنا هذا الوباء
آمين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.