قبل حوالي 5 سنوات و اثر انتخاب عبد النبي بيوي رئيسا لجهة الشرق على حساب القيادي الناظوري التاريخي ع القادر سلامة، انتشر بين الناظوريين شعور بالاحباط أولا بسبب فشل مساعي فوز الاقليم بالمنصب و ثانيا بسبب توجسات ذات طابع اثني تاريخي نحس بها و لكن لا نقولها. و في أول فرصة خرج الناظوريون للاحتجاج ضد بيوي و المطالبة بانشاء مستشفى للسرطان بعد ورود انباء عن استئثار وجدة بمستشفى الانكولوجيا الجهوي و من بعد الملعب الكبير.. لذا و في لحظة ما قرر بيوي ان يعمل على كسر هذه الصورة النمطية و ان يتحول في مرحلة أولى من خصم مفترض لمصالح الناظوريين الى صديق و حليف قوي. حسن بيوي بسرعة علاقته بممثلي الناظور بمجلس الشرق و أصبحت الناظور محطة دورية لزياراته سواء العملية او الاجتماعية. وضع بيوي الناظور على أجندة كل مشاريعه الجهوية بل و أعطاها الأولوية احيانا و رغم انه اعطى اهتماما خاصا للجماعات التي يرئسها منتمون لحزب البام الا انه دخل في دينامية وضع اقليمالناظور بكل جماعاته و بشكل عرضاني في مختلف برامج التنمية. و في وقت لاحق وجد بيوي مخاطبا جديدا و استراتيجيا هو العامل علي خليل، و كأن كل واحد منهما يبحث عن الاخر منذ مدة، و رغم ان علاقتهما اليوم ليست على ما يرام، الا انهما تمكنا علي مدار سنوات من تشكيل ثنائي مثالي فعامل الناظور وجد شخصية سياسية متفهمة و مستعدة لتمويل البرامج و المشاريع التي يعدها فيما وجد بيوي مسارا آمنا لميزانية الجهة بوضعها بين يد امينة أولا و لكن ايضا في مشاريع ناجعة على كثرتها. و بعد ظهور أزمة ما بعد اغلاق معابر مليلية، دشن بيوي المرحلة الموالية من علاقته بالناظوريين فتحول من صديق و حليف الى عراب يرافق مستثمري الناظور الى الوزارات و يدعم الخط البديل لبني انصار و عددا من المصانع قيد التشييد في اطار برنامج كرامة لتعويض نشاط التهريب المتوقف. و في السر و العلن، تحول بيوي الى عراب حقيقي للناظور يدافع عن مصالحها و يعبئ ميزانية الجهة لمشاريعها بل و اصبح وجها مألوفا في كل المناسبات السياسية و الاجتماعية الكبرى بالاقليم. لقد تمكن بيوي رغم الكثير من المد و الجزر من النجاح في ارساء الية مميزة تضمن للناظوريين حقهم من مقدرات و ميزانية الجهة الشرقية، و سواء بقي أو رحل فإن عمله سيبقى علامة فارقة ستحدد مستقبل العلاقة بين الناظوريين و جهتهم و رؤسائها.