أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، تشكيلة حكومته الأولى التي تشغل فيها إبنة بني شيكر نجاة بلقاسم منصب وزيرة حقوق المراة و الناطقة الرسمية باسم الحكومة. الفرنسية من جذور ناظورية نجاة فلود بلقاسم تعتبر من أبرز السياسيين في الحزب الاشتراكي الفرنسي والناطقة باسم المرشح فرانسوا هولند في الانتخابات الرئاسية وركيزة أساسية لجلب أصوات الفرنسيين من جنسيات مغاربية أساسا، الأمر الذي جعل اليمين يهاجمها بمحاولة اتهامها بشكل غير مباشر بالولاء للمغرب بسبب عضويتها. ورشيدة بلقاسم عضو في بلدية مدينة ليون، وتؤكد الصحافة الفرنسية أنها استطاعت في وقت وجيز أن تجد لنفسها مكانا في الصفوف الأمامية لهذا الحزب الذي لم يكن في الماضي يفسح مجالا للفرنسيين من أصول مغاربية لاحتلال المقاعد الأولى التي كانت حكرا فقط على الفرنسيين. لكن الحزب الاشتراكي أدرك، وإن كان متأخرا، أهمية وقوة الفرنسيين من جذور أجنبية وخاصة المغاربيين، فبادر الى اختيار الكثير منهم لتحمل المسؤولية، وهو في هذا الصدد، ينهج استراتيجية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان قد استقطب عدد من الفرنسيين من أصول أجنبية وأبرزهم رشيدة الداتي، المغربية الأب والأم الجزائرية، وعينها وزيرة للعدل في حكومة 2009. ويبدو أن الحزب الاشتراكي وجد في نجاة بلقاسم ما يمكن تسميته برشيدة الداتي الاشتراكية التي كان يبحث عنها. وتحولت نجاة بفضل تكوينها السياسي وخبرتها في الكثير من المجالات الى الناطقة باسم فراسنوا هولند في الانتخابات الرئاسية الحالية، وتبرز جريدة ليبراسيون أن نجاة تتولى شرح أجندة ومشاريع الحزب الاشتراكي للرأي العام عبر وسائل الاعلام بشكل ذكي للغاية. وأمام هذا النجاح الانتخابي، وأمام تراجع الأضواء عن رشيدة الداتي التي همشها الرئيس ساركوزي في هذه الحملة، بدأ اليمين الفرنسي يشن حملة قوية ضد نجاة، وبلغت أوجهها يوم السبت الماضي عندما شنت فاليري روسو ديبور العضو في اتحاد الحركات الشعبية والبرلمانية حملة ضد نجاة بلقاسم متهمة إياها ‘بالانتماء الى مجلس الجالية المغربية في الخارج الذي من أهدافه ‘تعزيز الهوية المغربية للمغاربة في الخارج وإبداء الرأي حول التعليم الديني'، في إشارة الى الدين الإسلامي. وتابعت ‘رغم أن المغرب بلد صديق، ولكن تواجد منتخبة جمهورية في هذ المجلس أمر مزعج للغاية، وعليه، فنجاة فلود بلقاسم تعرب عن قلقها عندما يتحدث اتحاد الحركات الشعبية عن الهوية الفرنسية ولكنها في المقابل تقوم بالدفاع عن الهوية المغربية'. وطالبت فرانسوا هولند بتقديم تفسيرات. ويحاول اليمين من هذه الاتهامات التقليل من ولاء نجاة لفرنسا على حساب المغرب، وتجلى ذلك بقوة في تعاليق قراء الصحف المحافظة مثل لوفيغارو. لكن في الوقت نفسه، تلقت نجاة بلقاسم تأييدا قويا في شبكات التواصل الاجتماعي في ‘فيسبوك' و'تويتر'. وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، أكدت نجاة بلقاسم أنها كانت عضو في هذا المجلس سنة 2007 ولكنها انسحبت منه لاحقا وأن عضويتها في السابق كانت بهدف تعزيز حوار الحضارات. واعتبرت تصريحات اتحاد الحركات الشعبية بمثابة مواقف لإرضاء اليمين القومي المتشدد. ويرى المراقبون أن حملة اليمين عليها هو محاولة لإرضاء ناخبي اليمين القومي المتشدد المتمثل في الجبهة الفرنسية بزعامة ماري لوبين، لاسيما وأن أكثر من ستة ملايين و400 ألف صوتوا لصالح ماري لوبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد 22 أبريل الجاري.