في ظل الظروف القاسية التي يمر بها الاقتصاد الجهوي والوطني الناتج عن تفشي وباء كرونا وما ترتب عنه من انكماش اقتصادي أدى الى شلل تام في مختلف القطاعات الحيوية، تمكنت مؤسسة البنك الشعبي الجهوي للناظور الحسيمة من الانفراد بخطة عمل استباقية، استطاعت من خلالها مواكبة الفاعلين الاقتصاديين المتضررين. فتنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انخرط البنك الشعبي للناظور الحسيمة في البرنامج الوطني لمواكبة وتمويل المقاولات الصغرى والشباب حاملي المشاريع، وكان له السبق في المبادرة الى عقد لقاءات تواصلية مع القطاعات المعنية بما فيها الغرف المهنية، المكتب الجهوي للاستثمار ومختلف الجمعيات التي تعنى بشأن المقاولات الصغرى والصغيرة جدا وكذا الشباب حاملي المشاريع. وفي هذا الصدد تم عقد عدة اتفاقيات شراكة مع هده المؤسسات لعل أهمها الاتفاقية التي أبرمت مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات للشرق والتي من خلالها وبمساعدة كافة المسؤولين على هذه المؤسسة، نظمت عدة دورات تكوينية وتحسيسية استفاد منها عشرات الشباب حاملي المشاريع، هذه المبادرة لم تقتصر فقط على مدينة الناظور، بل تم تعميمها على جميع المراكز الحضرية والقروية التابعة للعمالات الثلاث (الناظور-الدرويش والحسيمة). أما في ما يخص الزبناء الذين تضرروا بالجائحة وتعذر عليهم أداء أقساط القروض التي استفادوا منها قبل الوباء، فان المؤسسة سخرت جميع امكانياتها البشرية واللوجستيكية قصد تأجيل أداء القروض الى أمد آخر، هذه العملية مكنت ما يفوق من 800 زبون من مقاولات وخواص محليين ومغاربة قاطنين بالخارج من تأجيل أداء ديونهم خاصة الى ما بعد فترة الحجر الصحي. الفترة ذاتها عرفت تسويق قروض'‘ أكسجين‘‘ ثم ‘‘اقلاع ‘‘ المدعمة من قبل الدولة عبر صندوق الضمان المركزي. ففي هذا الشأن لم تذخر مؤسسة البنك الشعبي للناظور-الحسيمة أي جهد في سبيل تعميم الاستفادة من هذه القروض من طرف أكبر عدد من زبنائها الذين يمرون بعسر في خزينتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، قامت مؤسسة البنك الشعبي بتوزيع ما يفوق 1500 قرض استفاد منه ما يزيد عن 1300 زبون و 200 من المقاولين الذاتيين، موزعا على مختلف مناطق نفوذ المؤسسة وهمت جل القطاعات الاقتصادية بجميع شعابها وأحجامها.