أشرف الملك محمد السادس في زيارته شتنبر الماضي على أشغال برنامج السكن المنخفض التكلفة (140 ألف درهم للوحدة) بإقليم الناظور، الذي تنجزه مجموعة العمران يهم بناء 592 وحدة سكنية. وقد تم إلى حدود شتنبر الماضي ، إنجاز 96 وحدة سكنية مبرمجة في إطار مشروع “العناية1″ بسلوان، فيما توجد 368 وحدة سكنية في طور الإنجاز، كما أن هناك 128 وحدة سكنية مبرمجة للبناء خلال السنة الجارية. اما المستفيدون من هذه الشقق في شطرها الأول فقد توزع بين عدد من موظفي عمالة الناظور و حوالي 120 من مهنيي سيارات الاجرة بالناظور في حدود 120 شقة. و منذ شتنبر الماضي لا يزال هذا الملف معلقا بين عمالة الناظور و ممثلي سيارات الاجرة و شركة العمران حيث لم يتسلم المهنيون مفاتيح الشقق لحد الآن وسط الحديث عن الرغبة في التراجع عن هذا الاتفاق نهائيا. هذا الوضع الغامض و الملتبس كان مرده تجاذب الآراء و اتهام كل طرف للآخر بسوء النية مما ادى في الأخير لتجميد الوضع و تبادل الاتهامات بين كل الاطراف. شركة العمران المسؤولة عن المشروع تتهم مهنيي التاكسيات بالتأخر في تأدية ثمن الشقق مما يؤثر على أشطره المقبلة كما يتهمونهم بالرغبة في التلاعب بهذه الشقق و بيعها لأطراف أخرى و تطالب عمالة الناظور بالتدخل لانها اشرفت على الاتفاق في اليوم الاول. أما ممثلو الطاكسيات فيتهمون العمران بمماطلتهم في منح وثائق التحفيظ التي تسمح لهم بأخذ قروض بنكية لتأدية ثمن الشقق لأن أغلب المهنيين لا يتوفرون على مبلغ 14 مليون، كما يتهمون عمالة الناظور بالسعي لتخصيص الشقق لموظفيها. اما عمالة الناظور فتتهم ممثلي الطاكسيات بالرغبة في التلاعب بالشقق و الاتجار فيها و تفويتها لأشخاص آخرين بثمن يفوق 14 مليون لتحقيق مكاسب مادية بعيدا عن روح المشروع الذي يستهدف اسكان الفئات الفقيرة. عموما و وسط تبادل الاتهامات، فإن المشروع متوقف لحد الآن و العمران ترفض تسليم مفاتيح الشقق حتى للمهنيين الذين دفعوا ثمنها كاملا و هم بضع عشرات كما أن ممثلي الطاكسيات يرفضون الرضوخ لاشتراطات العمران و عمالة الناظور تدفع باتاجه تخصيص شقق هذا الشطر لموظفيها و تأجيل استفادة مهنيي سيارات الاجرة لشطر مقبل حتى يحلوا مشاكلهم. و ما يمكن استفادته من كل هذا، ان مشاريع العقار بالناظور مهما كان مستوى الاشراف عليها لا بد ان تعرف تعثرا بسبب تهافت المضاربين العقاريين عليها و لو سرا كما يمكننا أن نستفيد ان المقاربة و المنهجية التي اتبعت في هذا المشروع كانت فاشلة و لعل أكبر خلل عرفته هو نوعية إختيار المستفيدين من الأصل و لامبالاة العمران التي تنازلت عن مهامها و تركت للمقاول الذي ينفذ المشروع صلاحية التفاوض حوله ؟ أما الضحية الحقيقية فهم المئات و الآلاف من الاسر التي تعيش وضعا سكنيا مزريا و لا سبيل لها للوصول للمشاريع السكنية المخصصة لها أصلا؟ جلالة الملك يعطي بالناظور انطلاقة إنجاز 554 وحدة للسكن الاجتماعي(250 ألف درهم للوحدة) بكلفة إجمالية تبلغ 155 مليون درهم شتنبر الماضي