[email protected] خلافا للصراع الإنتخابي الذي مرده الاختلاف في التوجهات لتسيير وإدارة دفة العمل المحلي ، فإن صراع المواقع والمصالح الذي يندلع بين أعضاء التشكيلة المنتخبة دافعه الأساس الرغبة في المشاركة في اقتسام الوزيعة والمقصود بها هنا مختلف الامتيازات المعنوية والمادية : كالتقرب للسلطة المحلية ،إستغلال سيارة المصلحة وما يرتبط بها من أقساط البنزين وقطاع الغيار ......، الحصول على تعويض المهام والتمثيل والتنقل والأسفار إلى الخارج ..وهي الامتيازات التي تؤهل لمكتب المجلس الجماعي على الخصوص الاستفادة منها . فالوزيعة بشتى تمظهراتها تشكل احدى الدوافع الرئيسية للإقبال المتزايد على الانتخابات الجماعية ، مادام الأمر كذلك ، فإنها تكون إحدى مصادر ومجالات الصراع والتنافس بين العناصر المشكلة للهيئة المنتخبة ولا سيما إذا كان الأمر لايقوم على أساس الانتماء السياسي أو كانت الاحزاب السياسية لاتتوفر على تقاليد راسخة في ميدان التأطير السياسي والتنشئة السياسية المبنية على ضرورة التزام الأشخاص المنتمين إليها بميثاق أدبي يتضمن الاعتراف بأولوية خدمة المصلحة العامة بدل غيرها من المصالح . إن صراع المواقع والمصالح ينبني أساسا على استراتيجية فردية دون الإقصاء التام للتحالفات بين الأعضاء الراغبين في الاستفادة من المكتسبات الكثيرة التي يحققها الانتماء إلى مكتب المجلس الجماعي ، والواقع أن المتتبع لما تزخر به الساحة المحلية من وقائع وأحداث تنبئ عن وجود سلسلة متراصة من الظواهر الانحرافية التي يغذيها السلوك اليومي المتغير للأطراف المعنية أعضاء المجلس وأعضاء المكتب والسلطة المحلية من جهة ، وساهم إلى حد ما المقتضيات الجاري بها العمل التي تقنن الممارسة الإدارية على الصعيد المحلي من جهة أخرى فالتعويضات مثلا تتحول إلى مصدر من المصادر الأساسية للصراع أو لتغذية الصراع داخل الوحدة الجماعية . يتبع