لا ينفك سكان مدينة الناظور يحاولون تناسي جريمة أو جرائم قتل أو اعتداء إلا وتحدث أخرى خلال يوم أو يومين. فقد كان حي قدماء المحاربين (جزء من حي الخطابي) بعد مغرب اليوم الجمعة مسرحا لأحداث هوليودية لم ينقصها إلا استعمال المسدسات، حيث حاول أحد “الشماكرية” سرقة ما بحوزة امرأة تحت طائلة التهديد بالسكين والملقاط. هذه الأخيرة كانت تمر بأحد دروب الحي متجهة إلى منزلها بحي الكندي رفقة ابنتها لتتفاجآ بالمجرم ينقض عليهما قصد سرقة ما بحوزتهما، وأمام المقاومة قام بضرب المرأة عدة مرات على وجهها مسبباً لها جروحا عديدة. ثم قام بالجري وراء شاب كان يمر من نفس الدرب وشاهد الواقعة ولما لحق به قام بضربه هو الآخر على وجهه، ثم جرح شخصا ثالثا من أبناء الحي تدخل هو الآخر بعد أن سمع الصراخ في دربه. والغريب أن المجرم حاول الاعتداء على شخصين آخرين سمعا الصراخ وطلا من باب المنزل. ثم تجمع عليه الشخصان وشخص ثالث وقاموا بنزع السلاح من بين يديه. ليتجمع سكان الحي ويبرحوه ضربا، وكاد يقتل لولا حماية من ألقوا عليه القبض. وبعد دقائق حضر رجلا شرطة لنقله إلى مصلحة المداومة بالمديرية الإقليمية للأمن قصد التحقيق في النازلة، لكنهما لم يسلما هما الآخرين من بطش سكان الحي الذين رفضوا نقل المجرم وطالبوا رجلي الأمن بتركه لهم ليعاقبوه ويقتلوه. هذا وقد عرفت مدينة الناظور في الآونة الأخيرة ارتفاعاً صاروخياً في معدل الجريمة، ما جعل أبناء المدينة في حالة غضب عارمة، وما تدخل ساكنة الحي وعقاب المجرم اليوم إلا دليل على مقدار غضب السكان من عجز رجال الأمن توفير الحماية. ويذكر أيضاً أن مدينة الناظور تعرف حالة استثنائية لا تعرفها المدن الأخرى، حيث تستقبل جل مجرمي المغرب الذين انحدروا إليها لممارسة اعتداءاتهم وعمليات السرقة بعدما عرفوا أن الأمن نائم بها. وما حالة المجرم الحالي إلا مثال على العديد من الأمثلة، حيث ذكرت مصادر من عائلة المرأة الضحية أن المجرم ينحدر من مدينة وزان وكثيرا ما تردد على منزلهم لطلب المساعدة فأكرموه في كثير من المناسبات. لكن كما يقول المثل: فالكلب لا يعض يد من أكرمه، لكن الإنسان يفعل.