متابعة أضحت "الساقية" الملاذ والمتنفس الوحيد لبعض أطفال ضواحي الناظور مع اقتراب فصل الصيف، لقضاء أوقات ممتعة والاستمتاع ببرودة مياهها، بضع ساعات من أيام صيف قائظ فاقت فيه درجة الحرارة كل التوقعات. مع ارتفاع درجات الحرارة الخانقة بجماعات الاقليم، ترتفع معها هواجس التفكير في مكان قضاء العطلة الصيفية، خصوصا وأن المدينة تعاني من غياب مرافق الترفيه والاستجمام، وهو مايدفع أبناء المدينة، إلى البحث عن فضاءات للسباحة، فلا يجدون أمامهم سوى "الساقية "، فيرتمون في أحضانها قصراً، رغم المخاطر المحدقة بهم. يقول نور الدين، الذي ينحدر من أحد الدواوير بضواحي الناظور "لانجد مكانا للسباحة غير " الساقية "، رغم أن المياه متسخة وخطر الغرق يبقى قائما في كل وقت وحين، لكننا مضطرون للسباحة فيها، نظرا لغياب مسبح جماعي من جهة، ولبعد البحر عن المدينة من جهة ثانية، وقلة الإمكانيات المادية من جهة ثالثة ،هذا قدَرُنا ولاخيار ولابديل لنا غيره … " . هي شهادة حية تختزل وتعبر بمرارة عن واقع الناظور، الذي يفتقد للعديد من المرافق الاجتماعية والترفيهية، فالركود الذي يعرفه قطاع الشباب يدعو إلى التوقف جليّا والتفكير جديا، للخروج من هذا الوضع كما أن غياب فضاءات للترفيه والاستجمام، يحكم على أطفال وشباب المنطقة ويدفعهم إلى المغامرة بأرواحهم. هذا و يلاحظ كيف يتجمع العديد من الأطفال على حافة الساقية، وذلك في جو حار يدفعهم إلى انتظار دورهم فوق القنطرة، استعداداً للقفز في مياهها الباردة والاستمتاع بلحظة انتعاش زائفة، رغم لون المياه التي تميل إلى التربة الحمراء، نظرا للترسبات التي تحملها المياه معها. أطفال ضواحي الناظور ورغم أن موسم الحر مازال في الطريق، وجدناهم يتناوبون على الغطس لاشتياقهم له في هذه الفترة بالذات للترفيه والتسلية، ليضطر شباب المدينة إلى ركوب أنواع الأخطار للترفيه عن النفس. يشار إلى أن السباحة في "الساقية" تزهق سنويا العشرات من الأرواح، فالعديد من الأطفال والشباب لم يسعفهم الحظ في الاستمتاع بمياه المسابح أو حتى الأنهار، فوجدوا مياه "الساقية" فقط أمامهم، انتهت حياتهم في كثير من الأحيان بنهاية مأساوية.