متابعة يبحث صناع القرار في وزارة الداخلية بشكل مبكر، قبل حلول موعد حركة التعيينات المرتقبة صيف السنة الجارية في صفوف الولاة والعمال، عن جيل جديد من رجال الإدارة الترابية. وأكدت تقارير منجزة حول مردودية كبار رجال السلطة، أن البعض منهم فشل في مهامه، ولم يكن في مستوى المهمة التي أنيطت به، ورفع الراية البيضاء في تحريك عجلة التنمية في الولاية أو الإقليم الذي يقوده، بل تحول في أحايين كثيرة إلى معرقل لها. وأصبح بعض الولاة والعمال عالة على الجهات والأقاليم التي عينوا فيها، إذ فشلوا في إطلاق سراح التنمية، وتأهيل المدن، ومحاربة الفساد، بل منهم من انخرط فيه، غير مهتم بتعليمات الإدارة المركزية للوزارة التي جاءت صريحة وواضحة على لسان الوزير عبد الوافي لفتيت، أثناء حفل تنصيب بعض الولاة والعمال. ودعا لفتيت في أكثر من مناسبة، الولاة والعمال، إلى أن يضعوا نصب أعينهم التعليمات الملكية التي حددت مجموعة من مستويات الإصلاح للنهوض بالخدمة العمومية، أهمها التزام موظفي الإدارة بمعايير الجودة والشفافية والمسؤولية والمحاسبة، وتغيير العقليات، وإجراء قطيعة مع بعض السلوكات والممارسات المشينة، التي تسيء للإدارة وللموظفين على حد سواء، وإعداد أجيال جديدة من القيادات الإدارية عبر استقطاب الكفاءات ذات التكوين العالي، وضرورة التحلي بروح المسؤولية العالية، ومؤهلات التواصل الفعال والتخطيط الإستراتيجي، والقدرة على تدبير المشاريع. ولم يتجاوب بعض الولاة، والكثير من العمال، مع تعليمات و"إرشادات" الريفي لفتيت الذي بدأ يتماثل إلى الشفاء و قد يعود لكرسيه قريبا، وهو ما جعل مهندسي القرارات بالإدارة المركزية الذين يشتغلون في صمت، بعيدا عن حب الظهور، يغيرون من خطة اختيار الولاة والعمال قبل تسميتهم، ويشرعون في فتح ملف اختيار "البروفايلات" مبكرا. وينتظر أن تفاجئ الوزارة الوصية الجميع، خلال موعد التعيينات المقبلة، بترشيح أسماء لم تكن تخطر على البال، مسلحة بالكفاءة، وذات مستوى تكوين عال، والتشطيب على الذين أساؤوا إلى المهنة التي يتعامل معها بعض الولاة والعمال باحترافية واحترام، ويجتهدون ليل نهار، من أجل أن يكونوا في مستواها. وتعكف خلية مصغرة بالوزارة، على دراسة متأنية لبروفايلات كفاءات وطنية قادرة على تدعيم أسس الحكامة الترابية الجيدة واستقطاب وتشجيع ومواكبة مختلف المبادرات التنموية بالجهة. وتسعى الداخلية إلى الظفر بخدمات وال أو عامل من نوع جديد، يكون مطالبا بالرفع من منسوب الحكامة الجيدة، ومحاربة كل من يستغل منصبه من أجل مراكمة الثروات، ويكون منسجما مع الجيل الجديد من الجماعات الترابية ذات الصلاحيات الواسعة. وتبحث الوزارة عن ولاة وعمال جدد، لتنزيل التوجه الجديد للنموذج التنموي، بما يسعى إليه من إيجاد حلول عملية وقابلة للتطبيق للمشاكل الحقيقية والملحة للمواطنين، وتحقيق تنمية متوازنة ومنصفة يستفيد منها الجميع، وتحفيز الاستثمار وخلق فرص الشغل، مداخل أساسية من أجل توفير الحماية الاجتماعية للمواطن