نشهد ارتفاع مؤشر الجرائم في المغرب بشكل لا يقبله العقل وذلك ما تشهد به الارقا م و احصائيات مراكز الأمن وتقارير وزارة الداخلية. والتي تعد بمئات الآلاف من الجرائم تقع سنويا في المغرب بأسباب مختلفة .لكن ان نستفيق كل يوم على جرائم القتل البشعة بالجرائد الورقية والإلكترونية المحليةو الوطنية والدولية وعلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل الفعل الشنيع الذي راح ضحيته سائحتين اسكندنافيتين بجبال إمليل على يد وحوش ، أو تلك الجريمة الواقعة في وادي إفران التي راحت ضحيتها فتاة في عمر الزهور وهي أم لطفلة والمعيلة الوحيدة لأسرتها. التدبر في الجريمتين سيكتشف أن القاسم المشترك بينهما من جهة هو وقوعهما في بلدتين سياحيتين وفي أماكن لا نعرف عنهما سوى كرم أهليهما، ومن جهة ثانية جهل وتخلف من قام بتنفيذهما، فالأكيد أن تربية هؤلاء كانت سيئة مبنية على أسس وركائز مهتزة و غير قادرين على مواجهة الحياة، تطبعهم ميولات إجرامية وخير دليل الصور التي ظهروا فيها بعد توقيفهم.. لذلك، فإشكااية التربية هي المدخل الأساس والضرورة الحتمية لمكافحة الجريمة بشتى أنواعها وأشكالها، فالتربية الإيجابية والصحيحة هي الآلية الرئيسية والأساسية التي تمد الفرد بكل المقومات الخلقية والإنسانية، والتي تجعل منه فردا إيجابيا داخل مجتمعه وينفع الناس داخل بيئته وداخل فضائه الأسري، وقادرا على مواجهة الحياة.. كما أن اعادة الاهتمام بدور المساجد وتقويتها، والأسرة والعائلة والمدرسة اصبحت ضرورة ملحة وباستراتيجية منفتحة، على اعتبار أن هذه القنوات ومن خلال التنسيق والتعاون فيما بينها هي الأساس في التوعية والتأطير التربوي والثقافي…اذ لا يمكن ان نحارب الفكر المتطرف والجهل من المجتمع، إلا من خلال لعب الدولة لدورها الأساس المتمثل في الرقي والاهتمام بالفرد داخل المجتمع، من خلال القضاء بشكل أساسي على الفقر المذقع الذي تعاني منه عدد من الأسر، والقضاء على البطالة في صفوف الشباب، وتحفيزهم وتشجيعهم على روح المبادرة والإبداع والتشارك والتعاون من أجل بناء مجتمع منفتح وحضاري بعيدا عن الأفكار المتعصبة والمتطرفة .فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال : ” كاد الفقر ان يكون كفر ” اي يجعل صاحبه في حالة ايمانية ضعيفة وباحساس العصبية .