محمد لديب يشعر عشرات المقاولين الشباب العاملين حديثا في مجال الوساطة في التأمين بالناظور وباقي المدن بالندم على استثمارهم في هذا المجال الذي يشهد تحولات تكنولوجية كبرى تنذر بانتهاء دور وكيل ووسيط التأمينات. وقال مجموعة من الشباب المقاولين، الذين فتحوا وكالات للتأمين في الناظور و العديد من المدن المغربية قبل أقل من عام، إنهم يشعرون بتخوف كبير من التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع. وأوضح المعنيون بالأمر، في تصريحات ، أن قطاع التأمين أصبح يعتمد على خدمات القرب التكنولوجية التي تتيحها منصات الإنترنيت والتطبيقات الذكية، والتي ستلغي دور الوكيل والوسيط في التأمينات بشكل كامل ابتداء من سنة 2022 على أبعد تقدير. وقال المهنيون العاملون في مجال الوساطة في التأمين إن الشركات أضحت تعتمد بشكل متزايد على الخدمات التكنولوجية الذكية، في الوقت الذي يعاني فيه الوسطاء من مشاكل أخرى أكثر خطورة تمس ذمتهم المالية وحريتهم الشخصية. يشار إلى أن ما يزيد عن 2200 من وسطاء التأمين يتحملون اليوم خطر المتابعة القضائية بسبب التسهيلات في الأداء التي يمنحونها للزبناء منذ عقود، عبر تسديد مبالغ بوليصة التأمين عن طريق الأقساط الشهرية، حيث طفا مشكل المتابعات إلى السطح مباشرة بعد صدور الدورية رقم 24/15 بتاريخ 16 يونيو 2015، التي اتضح في النهاية أنها صدرت لأغراض أخرى غير تلك التي تم الإعلان عنها، وتهم كيفية استخلاص وإرجاع مبلغ بوليصة التأمين على ضوء مدونة التأمين 17/99. مصادر أكدت أن قطاع التأمينات بالمغرب عرف منذ 15 عاما تطورا كبيرا غير مسبوق؛ ما ساعد على رفع رقم معاملاته إلى ما يزيد عن 40 مليار درهم، وهو ما أتاح لشركات التأمين الحصول على أرباح هامة ومكّن العديد منها من اقتحام أسواق جديدة في أفريقيا وشرق آسيا. وشددت المصادر المهنية على الدور المحوري الذي لعبه الوسطاء في هذا القطاع الذي “ينتجون غالبية رقم معاملاته، ومع ذلك يظلون الحلقة الأضعف فيه”، وفق تعبيرهم.