متابعة في خرجة جديدة، حذر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأسبق، من عدم معالجة الأوضاع في المغرب، معتبرا أن “السكوت عن ذلك قد يدخل المغرب في الفوضى”. وقال بنكيران، في لقاء جمعه مع أعضاء نقابة الفلاحين، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، “سيدنا غير راض على الأوضاع، وتحدث عن الإدارة وعن الأحزاب بطريقة تبين أنه طالع ليه الدم”. وأضاف مخاطبا مختلف المسؤولين “جلالة الملك يعينكم باش تخدمو الشعب ماشي باش تبقاو تحنّزو فيه، ويلا خدمتو الشعب سيرضى على جلالة الملك، وسيكون راضيا أيضا”. من جهة أخرى، حذر بنكيران من تنامي الانتقادات الموجهة للملك على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال بنكيران بنبرة غاضبة “سمحو لي الإخوان تنشوف بعض الأشياء لا تعجبني، ومن الأمور اللي معاجبانيش بصراحة، أنني مرة مرة تندخل للأنترنت، وتنلقى ناس تيشكيو من أشياء حقيقية ماغاديش نلومهم، ولكن بدا تيوقع واحد شوية ديال الخطاب مع المسؤول المباشر الأكبر في الدولة، أي جلالة الملك. أنا بصراحة هاد الشي ماعجبنيش وماخاصو يعجب حتى مغربي واعي وعندو عقل”. وأضاف “فليسمحوا لنا، الملك هو ملجؤنا بعد الله عز وجل، ألا تذكرون كيف أنقذ المغرب بعد 20 فبراير بخطابه التاريخي، الذي تلاه إنجاز دستور جديد، وتنظيم انتخابات”. وزاد “الملك أنقذ المغرب من هلاك محقق. واش كاين شي منطق باش تقول ليا أن المغرب ماكانش غادي يوقع فيه ما وقع في باقي الدول”، مبرزا أنه “نهار غادية توقع شي حاجة في الملكية ديالنا، راه الله يستر، بلا ما نقول ليكم آشنو غادي يوقع.. راكم فاهمين كلشي”. واعتبر بنكيران أن النقد يجب أن يوجه للحكومة والأحزاب، أما الملك فيجب أن يظل موقرا ومحترما، “الملك وقروه خاصو يبقى موقر ومحترم، بلا ما تجيو تفهمو عليا.. راني فاهم أكثر منكم. تقولو ليا السياسة ديالو، الملك ليس حاكما فقط، بل هو رمز، له تاريخ وله مشروعية، أما نحن فمجرد حزب سياسي، نحن عابرون”، يؤكد بنكيران. وتابع محذرا من المساس بالملكية “إن لم يحافظ على الملكية فلن تبقى، لأن دولتنا لا تقوم على السلطة والقوة والقمع. هذه دولة قائمة على المشروعية ولا تحكم بالحديد والنار، رغم وجود القمع والظلم أحيانا فالمشروعية والرمزية تظل قائمة”. وزاد بنكيران “ربما الله يكون في العون اللي هجم عليه الما للدار ودا ليه البراكة ينتقد، يغوت، ولكن كاينة حدود”، قبل أن يستدرك بأن “الملك ليس نبيا، ويمكن أن يخطئ، لكن يجب أن نناقش معه بأدب”. وأضاف متحدثا عن كيفية التعامل مع الملك “يجب أن يتعلم المغاربة الشجاعة والجرأة، لكن يجب أن يتعلموا أيضا توقير المقام”، معتبرا أن “الجرأة قد يكون لها ثمن، ويجب أن نكون مستعدين لأدائه”. وخاطب بنكيران من وصفهم بمعارضي الملكية بالقول: “حتى أنا كنت معارض للملكية، وأدعو كل من يعارضون ملكيتهم إلى مراجعة أمورهم، فهم على خطأ حتى لا أقول أمرا آخر. وليصلحوا ويحاولوا الإصلاح ما أمكن”. وميز بنكيران بين من وصفهم بالمعارضين الشرفاء، الذين قال إنه يحترمهم، وبين من يريدون تفكيك البلد والدولة، ويعملون مع جهات خارجية. إلى ذلك، استغل بنكيران حديثه مع مناضلي النقابة الفلاحية لحزبه بالحديث مجددا عن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار. وقال بنكيران”السي أخنوش من الأحسن يمشي يقابل الفلاحة والتجارة، أما السياسة ماشي ديالو.. هو لم يخلق لها”. وأضاف مهاجما أخنوش “لقد جيء به على عجل لأداء مهمة، والآن أنصحه بالابتعاد عن السياسة، فرغم خلافي معه، إلا أنني لازلت أحمل له نوعا من الود”.