سبق و نشرنا مقالا تحت عنوان "الأوحال والنفايات تغرق الحاجز الواقي من الفيضانات بزايو"، وفيه تطرقنا إلى موضوع كثرة الأوحال والنفايات بهذا الحاجز، بسبب تراكمها وانجرافها جراء التساقطات المطرية. المقال المذكور أشار إلى الصعوبات التي قد يجدها السد الواقي في التغلب على حجم المياه التي تحدثها الأمطار أمام تراكم النفايات الصلبة والأوحال الطينية، خاصة إذا شهدت المنطقة تساقطات كبيرة. ما حذرنا به قبل 9 أشهر من اليوم حصل يوم أمس الجمعة، حين غمرت مياه الأمطار العديد من شوارع مدينة زايو، علما أن التساقطات حدثت لدقائق معدودة، غير أن فشل المصالح المختصة في إرساء إجراءات وقائية حقيقية أدى إلى امتلاء أهم شوارع وأزقة زايو بالمياه والتي كانت في الغالب مختلطة بمياه مجاري الصرف الصحي الذي انفجرت عدد من بالوعاتها. وكما عاينت بوابتكم، فقد ارتفع منسوب المياه المتدفقة من شمال مدينة زايو، حيث لم يعد الحاجز الواقي الذي أقيم عند سفح جبل سيدي عثمان صامدا أمام المياه التي تدفقت بشكل غير انسيابي داخل القنوات الفرعية للسد. من جهة أخرى؛ يرجع الكثير من ساكنة زايو مسؤولية الفيضانات التي ضربت المدينة يوم أمس إلى المكتب الوطني للماء والكهرباء، قطاع الماء، التي تم تفويت صفقة التطهير السائل إليها، حيث لم تعر هذه المؤسسة الاهتمام للنداءات الداعية إلى إصلاح بالوعات الصرف الصحي وتنظيف قنواتها حتى تستوعب مياه الأمطار. وأمام ما حصل يوم أمس وخوفا من تساقطات أقوى مما حدث، بات من الضروري تدخل مكتب الماء من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، كما بات لزاما على المجلس الجماعي التفكير في بناء سدود فرعية بجانب الحاجز الواقي حتى يمكن التحكم في جريان المياه مهما ارتفع حجم التساقطات، بالإضافة إلى ضرورة تنقية الحاجز وقنواته الفرعية.