تحولت إسبانيا إلى البوابة الرئيسية للهجرة نحو أوروبا بعد أن أغلقت إيطاليا موانئها في وجه تدفق المهاجرين القادمين من ليبيا خصوصا. وبلغ عدد المهاجرين السريين الذي وصلوا إلى هذا البلد إلى 22 ألف شخص خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي. هذا الرقم. صحيح أن التدفق لم يصل إلى الأرقام التي شهدتها اليونان في 2015 عندما وصل إلى شواطئها حوالي 800 ألف مهاجر، ولا إلى ما عرفته ايطاليا في العام 2016 عندما تدفق على شواطئها 180 ألف مهاجر، لكن الحكومة الإسبانية ومعها الاتحاد الأوروبي، تتحرك بطريقة استباقية لتجنب سيناريوهات مماثلة. فالمفوضية الأوروبية أعلنت عن زيادة قدرها 55 مليون يورو في الميزانية المرصودة لبرامجها في المغرب وتونس، كما حصلت إسبانيا على توسيع حجم المساعدات المخصصة لإسبانيا، والمقدرة ب26.5 مليون ، ب3 ملايين إضافية. أمام هذه الموجة، بدأ الإسبان والأوروبيون يطرحون السؤال عن سبب هذه الموجة: هل هو إغلاق طريق ليبيا، أم أن المغرب أصبح متساهلا ببعض المناطق خاصة سواحل الناظور بغرض الحصول على حجم أكبر من المساعدات الأوروبية؟ هذه الرواية ، التي أوردتها جريدة لوموند، في عددها ليومه الإثنين 6 غشت2018، ورددها الإعلام التابع للجزائر وجبهة البوليساريو، لكن المنظمة الدولية للهجرة كان لها رأي آخر. المنظمة الدولية للهجرة، تؤكد في جوابها أنه لا توجد دلائل مقنعة على وجود نزوح جماعي للمهاجرين من ليبيا في اتجاه المغرب، بالمقابل يواجه المغرب، الذي قام بعملية واسعة لتسوية وضعية المهاجرين، نفس التحديات التي تواجهها إسبانيا وإيطاليا واليونان. من جهة اخرى طالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من السلطات بالتدخل لوقف نشاط المهربين الذين ينشطون وسط المهاجرين غير النظاميين القادمين بالخصوص من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى مدينة الناظور. جاء ذلك في بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ودعت الجمعية إلى وقف ما أسمته “مطاردة المهاجرين والسماح لهم في المقابل بممارسة حقهم في التنقل واللجوء الذي تكلفه المواثيق والمعاهدات الدولية”. ويتحين المهاجرون الذين يفدون إلى مدينة الناظور، الفرصة لدخولهم إلى مدينة مليلية المحتلة. وحثت الجمعية، السلطات على السماح للاجئين اليمنيين والفلسطينيين، بولوج مدينة مليلية لتقديم طلبات اللجوء. وأضافت أنها لاحظت زيادة في نشاط “العصابات التي تعرض خدماتها على اللاجئين مقابل مبالغ مالية مهمة بما في ذلك وجود أماكن للإيواء ببعض أحياء مدينة الناظور”. من جانبه، قال عمر الناجي، رئيس فرع الجمعية في الناظور، إن “نشاط المهربين والعصابات التي تنشط في مجال تهريب المهاجرين، كان موضوع تقارير الجمعية منذ عام 2015”. وأبرز، أن “نشاطها أصبح بارزا اليوم، وهو ما يستدعي تدخل السلطات، لوضع حد لهذا النشاط”. وأشار إلى أن المهاجرين وبالخصوص المهاجرات، يتعرضون لما أسماه “مختلف أنواع الاستغلال من قبل المهربين”. وتشير بيانات حديثة لمنظمة الهجرة الدولية، إلى وصول أكثر من 50 ألف مهاجر غير نظامي إلى إسبانيا عبر المغرب، منذ مطلع العام الجاري. في حين تم تسجيل مقتل أو فقدان 1443 آخرين خلال نفس الفترة، حسب المنظمة.