متابعة بعد توزيع محكمة الاستئناف بالدار البيضاء لأزيد من 300 مائة سنة سجنا على معتقلي حراك الريف المعتقلين بسكن عكاشة، خرج نبيل الأندلسي، البرلماني عن الحسيمة، بنداء من أجل عفو شامل على المحكومين في هذه القضية. وقال الأندلسي، عضو مجلس المستشارين عن حزب العدالة والتنمية، في تصريح ، إن "الأحكام القاسية الصادرة في حق معتقلي حراك الريف لم تفاجئني، وإنت كانت آلمتني وعمقت من الجرح الجماعي، وذلك لأن هذه الأحكام في نظري لاتعدو أن تكون مخرجات قضائية لمدخلات المقاربة الأمنية التي تبنتها جهة ما داخل الدولة ودافعت عنها وكرستها، وورطت فيها الدولة ومؤسساتها، رغم كل نداءات التعقل والحكمة التي صدرت من كثير من شرفاء الوطن". ووجه الأندلسي انتقادات شديدة للمقاربة التي اعتمدت في التعاطي مع حراك الريف، حيث قال "إن هذه الأحكام وقبلها تلك المقاربة الأمنية، لاتعدو أن تكون رسالة للشعب غايتها أن ترهب كل من فكر في الإحتجاج أو المطالبة بتحسين أوضاعه الإجتماعية والإقتصادية". وعن الأحكام الصادرة، أشار الأندلسي إلى أنها لا تتعلق فقط بمستقبل الشباب المحكومين بقرون من السجن لأنهم رفعوا مطالب إجتماعية وإقتصادية، وإنما تتجاوز هذا برهن الوطن في رقعة ضيقة يغشاها سحاب قادم من "زمن الرصاص والجمر"، زمن ما قبل "هيئة الإنصاف والمصالحة"، ومعلقا بالقول "وأي إنصاف مع ما يحدث وأي مصالحة، فالمنجل بقي على حاله ولم يغيروا إلا مقبضه، على حد قول الحكيم الريفي، المجاهد عدنبي نسوق رحمه الله". وزاد الأندلسي "صرخنا وحذرنا وطلبا وترافعنا والتمسنا ونبهنا وشجبنا وكتبنا وبكينا ووضحنا ونددنا، حتى فقدنا الشهية في الكلام والتصريح والتنديد، لأن الصمت أحيانا يكون أبلغ من الكلام". وشدد النائب على أن قضية معتقلي حراك الريف قضية سياسية، والمعتقلون كانوا يحاكمون بسبب آرائهم وقناعاتهم ومواقفهم، وسوء الفهم الكبير بين الدولة ومنطقة الريف تعمق أكثر والجرح تمدد، محذرا من استمرار الوضع بالقول "إذا استمرت الأمور في هذا المسار فحتما ستنفجر الأوضاع بطريقة لا يعلم إلا الله كيفيتها، وإذا لم تنفجر اليوم فستنفجر غدا". ووجه النائب عن البيجيدي نداءا للملك محمد السادس من أجل العفو على شباب الريف المعتقلين، بالقول "ألتمس من عاهل البلاد، جلالة الملك محمد السادس، إصدار عفو عن هؤلاء الشباب، ليسد الطريق عمن يريدون الوقيعة بينه وبين أبناء شعبه في هذه المنطقة المجاهدة التي تبادله التقدير والمودة".