أدركت إسبانيا تعادلا مثيرا مع المغرب بهدفين لمثلما في الجولة الثالثة من منافسات دور المجموعات للمجموعة الثانية في بطولة كأس العالم. وقدم المنتخب المغربي للمباراة الثالثة في المونديال، مستوى رائعا للغاية، واستطاع تحقيق نقطة وتسجيل هدفين في شباك دافيد دي خيا، بينما لم يستطع المنتخب الإسباني استغلال الاستحواذ على الكرة. وبدأ فرناندو هييرو، مدرب المنتخب الإسباني بطريقة لعب معتادة في المونديال “4-2-3-1” بوجود كل من تياجو وبوسكيتس كمحوري ارتكاز ومفسدي هجمات تحت الثلاثي دافيد سيلفا وإيسكو وإنييستا والمهاجم الوحيد في الخط الأمامي، دييجو كوستا. أما الفرنسي هيرفي رينار، فلعب بذات طريقة هييرو “4-2-3-1” بوجود كل من مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي في الوسط تحت الثلاثي بلهندة ونور الدين أمرابط والمهاجم الوحيد خالد بوطيب. طريقة لعب المنتخب الإسباني منحته كالعادة السيطرة الكبيرة على الكرة في اللقاء اليوم ضد نظيره المغربي التي وصلت أكثر من 65% بفضل الاستعادة الكبيرة للكرات الثانية من بوسكيتس وتياجو والتدوير بين الثلاثي سيلفا وايسكو وإنييستا. بينما منتخب أسود الأطلس لعب باتزان دفاعي وهجومي ولم يفتح خطوطه ضد المنتخب الإسباني ذو السيطرة العالية على الكرة، بل ترك الاستحوذ السلبي لنجوم لاروخا ولعب على الأخطاء التي جعلت خالد بوطيب يضع إسبانيا تحت ضغط بعد خطأ ساذج بين راموس وإنييستا. وكان سلاح المنتخب الإسباني في لقاء اليوم، اللعب على الرواقين بتحركات رائعة من إنييستا في ظهر نبيل درار مع تكوين ثنائية رائعة مع جوردي ألبا، بينما كون سيلفا مع كارفخال شراكة في الجبهة اليمنى، وترك إيسكو يلعب بحرية في الوسط. واستغل المنتخب الإسباني نقطة الضعف الواضحة في الجبهة اليمنى التي جاء منها هدف إيسكو وسط رعونة دفاعية من لاعبي المنتخب المغربي، ولعب عليها بقوة الثنائي إنييستا وجوردي ألبا، وهى النقطة السلبية للمنتخب المغربي اليوم. ما يعاب على المنتخب الإسباني في لقاء اليوم، استمرار الاستحواذ السلبي على الكرة دون ترجمته للأهداف وفرص خطيرة، ما يتضح بتسديد نجوم لاروخا 4 تسديدات بينما الفريق المغربي الذي لعب على الهجمات استطاع خلق 3 فرص على مرمى دافيد دي خيا. وكانت تغييرات هييرو جيدة اليوم بدخول أسباس وماركو أسينسيو، من أجل تنشيط الهجوم واللعب على الجبهات بصورة أكبر، لكن الخطأ الساذج من سيرجيو راموس الذي ترك يوسف النصيري يرتقي في الهواء دون تدخل منه خلال ركلة ركنية، ليسجل الهدف الثاني للمغرب في الدقيقة 81. بالمقابل كانت تغييرات رينارد بمثابة لاعب بآخر، بخروج كل من يونس بلهندة وخالد بوطيب ونزول فيصل فجر ويوسف النصيري في محلهما، بينما جاء التغيير الثالث بدخول عزيز بوهدوز بدلا حكيم زياش لترميم الدفاع بعد هدف النصيري. ولا يقدر أحد أن يلوم رينار على الطريقة الدفاعية واللعب على الهجمات المرتدة، لأنه إذا فعل غير ذلك كان سيقبل أهدافا كثيرة في ظل السيطرة العالية للمنتخب الإسباني، ولكنه يستحق الإشادة على الكرة الجميلة التي قدمها المغرب في مونديال روسيا ولم يحالفه الحظ في المباريات الثلاثة. وختاما، على هييرو، إيجاد حل لمشكلة إسبانيا المتكررة بعدم ترجمة الاستحواذ العال على الكرة للأهداف على مرمى الخصوم ومعالجة الأخطاء الدفاعية الساذجة التي لا يجب تكرارها في لقاء دور ال16 من البطولة ضد المنتخب الروسي صاحب الأرض.