كما تم الإعلان عنه، احتفلت الحركة الأمازيغية بكاتلونيا بالسنة الأمازيغية 2960، وشاركت في الاحتفال أغلب التنظيمات الأمازيغية، وسطرت لهذا الغرض برنامج أنشطة متنوعة، تناولت قضايا الساعة على الساحة الأمازيغية. فهذه السنة ركز الحفل على التذكير بالتاريخ الأمازيغي الحافل بالأحداث التي صنعها الأمازيغ والذي يجعلهم من الأمم التي تفتخر بماضيها، وذلك ما تضمنته الورقة التي نشرها المنظمون والتي وزعت على الحضور وعبر الشبكة العنكبوتية. أما حدث الساعة الذي تناولته الندوة لهذا العام فكان هو الشأن الحقوقي الأمازيغي بشكل عام الذي عرف تطورات هامة في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها مبادرة المصالحة مع الريف وما صاحب ذلك من جدل على المستوى المحلي، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع تم استدعاء أبرز الفعاليات المشتغلة بالميدان، لوضع الأمازيغ والكاتلان على آخر المستجدات ومدى دور المجتمع المدني في متابعة ومسايرة الشأن المحلي. شارك في الندوة الأستاذ عمر لمعلم، رئيس جمعية ذاكرة الريف وعضو لجنة متابعة مشروع السواني/أسفيحة، الذي قدم للحضور الذي تجاوز المائة والذي لم تسع قاعة النشاط لاستيعابه، عرضا قيما تناول فيه العديد من الجوانب، الأستاذ لمعلم اطلع إخوانه الأمازيغ والكاتلان على حقيقة الملفات التي تهم انشغالات الأمازيغ عموما والريفيين خصوصا بمقتطفات من أهم المستجدات التي جمعها في ورقة مفصلة ومعززة بالصور الدالة على نظام البويربوانت الذي يظهر حقائق الأمور على شاشة كبيرة ومترجمة إلى اللغة الكاتلانية ومصحوبة بترجمة آنية معمقة. بعد التقديم الرسمي للنشاط، انطلق الأستاذ عمر لمعلم في مداخلته مقدما حقبات تاريخية عرفها الريف وشعبه، وتناول في مداخلته المحاور التالية: 1. معطيات عامة حول ذاكرة الريف. 2. الجرائم المرتكبة في حق الريف ومسألة جبر الضرر الجماعي. 3. المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المبرمجة من قبل الدولة لإنصاف الريف. هذه المحاور تطرق إليها الأستاذ بشكل مفصل مستعينا بالأرقام والإحصائيات والحقائق التاريخية التي مر عليها الشعب بالريف والمضاعفات التي خلفتها حول تنميته وتطوره في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية، كما تطرق كذلك لكل حقبة عاشها الريف وعلاقة الدولة المغربية والأحزاب والمؤسسات بها. بداية من القمع الشرس الذي تعرض له مواطنو الريف من طرف الجيش المغربي ومليشيات حزب الإستقلال سنوات 56 و57 و58 و59 ومسلسل التصفيات والحصار الممنهج والتهميش الذي كان سيد الموقف طوال عقود من الزمن إلى غاية ما سمي بالعهد الجديد وزمن الإنصاف والمصالحة وكيفية معالجة الملفات العالقة ومدى انتظارات الشعب المغربي والمناطق التي نالت الجزء الأكبر من سياسة الحديد والنار التي نهجتها السلطات المغربية في حقها ومسلسل جبر الضرر الجماعي لرفع الحيف عنها وملف المصالحة مع الماضي الأليم مستعينا من جانبه بتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة نفسها التي لم ترى النور هي أيضا، كما أوضح الأستاذ لمعلم حجم ومصدر الميزانية التي خصصت لملفات معالجة أخطاء الدولة، والمناطق التي ستستفيد من جبر الضرر الجماعي حسب توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، والتي حددت في 3.760.000 أورو 3 ملايين منها من الإتحاد الأوروبي، هذه التوصيات التي لم تعرف طريقها للتنفيذ بفعل الضغوطات التي تأتيها من ذوي النفوذ للحيلولة دون التوصل للحقيقة، الحقيقة التي تخيفهم طبعا. كم أبرز الأستاذ لمعلم توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بشأن الريف التي أظهرها على الشاشة والتي وصفها بكونها رغم محدوديتها فإنها لا زالت حبرا على ورق ومجرد شعارات وهمية لتغليط الرأي العام الوطني والدولي، بإستثناء بعض الأوراش الترقيعية والجدل الكبير الذي خلفته في نفوس التنظيمات المهتمة بالشأن المحلي الريفي في طريقة إدارتها وطريقة تعامل السلطات المحلية مع ملاحظات ومطالب ومقترحات المجتمع المدني، كمثل مشروع “رؤية الحسيمة 2015′′ الذي قدم إبان الزيارة الملكية في صيف 2008، الذي أبان تحريفه عن مساره في أول شق منه، وهو مشروع السواني/أسفيحة والجدل الذي أثاره على المستوى المحلي والوطني وحتى الدولي، لما شابه من خروقات لتوصيات ومعاهدات دولية وقوانين مغربية قائمة حول ما يتعلق بالبيئة والآثار، فإلى جانب ما سيخلفه هذا المشروع من آثار تدميرية للمجال الغابوي والمعلمة التاريخية الوحيدة الهامة بالريف (مدينة رمزمث) التاريخية، وملكية الأراضي التي سيقام عليها المشروع العقاري، لصالح شركة عقارية همها الوحيد هو الربح في عقارات عبارة عن غرف للنوم يستفيد منها مجموعة صغيرة من المحظوظين، الذي أبان عن صفته البعيدة كل البعد عن شيء اسمه التنمية الاقتصادية ومواطني الريف في أمس الحاجة إليها، ومن حقه في العيش الكريم والتقدم والإزدهار، ومن واجب الدولة أن توفرها له، إلا أن ما أصبح واضحا للعيان، مدى غياب الإرادة الفعلية من سلطات الأمر الواقع في مصالحة حقيقية مع الريف ورد الإعتبار إليه، لأن من هضم حقوقه لازال يتمسك بزمام الأمور بالبلاد. ثم أعطيت الكلمة للمتدخل الثاني الذي قدم للحضور نتائج الدراسة التي أنجزتها الدار الأمازيغية بكاتلونيا حول الحركة الأمازيغية بكاتلونيا، والتي قدم تفاصيلها السيد عزيز باها مشارك في إنجاز الدراسة مستعينا باستجوابات عدد كبير من الفعاليات الأمازيغية المشتغلة بكاتلونيا، حيث أفاد الحضور بالواقع التنظيمي للحركة الأمازيغية والتراكمات التي عرفتها في ميدان التعريف بالقضية الأمازيغية بكاتلونيا والتحديات التي تواجهها. هذا الواقع الذي له ارتباط وثيق بوضعية الأمازيغية بالمغرب كون المهاجرين الأمازيغ بكاتلونيا مرتبطين بأرضهم التي لن يتخلوا عنها مهما كانت الصعاب والتحديات. وفي الأخير اختتم النشاط الفنان المغترب بوعرفة أياون بلوحات فنية من أغانيه الملتزمة والمعبرة عن واقع الأمازيغ والأمازيغية، والفنان الشاب عزيز من تنغير الذي قدم بدوره أغاني معبرة، وفي الأخير قدمت للحضور باقة من رقصات أحيدوس الجماعية بالأطلس الأمازيغي، الحفل الفني رافقه أطباق من الحلويات الأمازيغية وكؤوس الشاي تبرعت به الدار الأمازيغية بكاتلونيا تعبيرا عن ترحيبها بالحضور من الأمازيغ وغير الأمازيغ. التقرير من إعداد ع.الحق الحدوتي الصور من ريفستار