بعد شهور من الانتظار و المؤقت..قررت مديرية الحموشي أخيرا تعيين رئيس رسمي للمنطقة الأمنية بالناظور.. د الياس اموكان الحاصل على الدكتوراه في القانون و القادم من سنتين من النجاح بالمنطقة الامنية الثالثة بفاس و قبلها سنتين من الاشراف على أمن ازرو.. تعتبره ادارة الحموشي "جوكيرا" متخصصا في تسيير المناطق الصعبة و كان ارساله الى فاس بسبب الانفلات الامني الذي عاشته قبل سنتين من الان و هناك تحول الى نجم اعلامي بفضل نجاحه في تفكيك عدد من العصابات الاجرامية و تطهير الشارع منها. لذا يبدو " بروفايل" اموكان ذي الاصول الامازيغية مفصلا على قياس شهرة انتشار الجريمة المنظمة بمنطقة الناظور. و لكن على أموكان ان يعرف ايضا ان آخر دكتور في القانون جلس على كرسي رئاسة امن الناظور خرج منه مباشرة الى السجن 4 سنوات..و هو احمد جلماد المدان في ملف نجيب الزعيمي.. و قبل و بعد جلماد كانت الناظور مقبرة لعدد كبير من رؤساء الامن و الوحيد الذي نجا من هذه المقبرة هو الدخيسي الذي يرأس اليوم مديرية الشرطة القضائية الوطنية بالرباط. كما كانت الناظور مقبرة ايضا لواحد من انشط رجال الامن الذين كان الجميع يتوقع لهم مستقبلا واعدا و هو نبيل لعوينة الذي خرج من الناظور بفضيحة الى زاكورة. و ليعلم الديفيزيونير الجديد ان والي امن الشرق العدلي "زاوك" و "مرض" و حج" للهروب من الناظور و هكذا كان ثاني الناجين؟؟ ان رئيس امن الناظور الجديد سيكتشف بسرعة انه امام مدينة متخصصة في تدوير رؤوس مسؤولي و عناصر الامن و الدرك و تمكنت من رمي العشرات منهم في السجن دون ان تتوقف عن تدوير رؤوس الجدد. كما يجب على الدكتور الياس ان يعلم ان عليه انه يكون ملاكا وسط شياطين و فقيها بين مخمورين لينجو من هذه المطحنة فمنها الى مناصب عليا او الى زاكورة. على الدكتور الياس ان يفهم ان اول نقطة على جدول اعماله بالناظور هي اعادة تأهيل الجهاز الأمني بالاقليم و في انتظار ذلك عليه العمل بأذرع مكسورة احيانا و ان يقضي وقتا طويلا لتنظيف بيت الامن قبل ان يخرج لتنظيف الشوارع. و ان وصفته للنجاح هي ان يكون مبتكرا و مبدعا و جريئا و ان يفكر من خارج الصندوق ليتمكن من الخروج بسلام من هذه المدينة الجبارة التي تدمر مستقبل رؤساء الأمن و كأنها خلقت لهذا الغرض. و ببساطة على الدكتور الياس ان يفكر من اليوم في الطريقة التي سيخرج بها من الناظور لا كيف سيقضي ايامه فيها..