[email protected] بدأ العد العكسي لعيد الأضحى المبارك، وبدأت العائلات تقتني الأضاحي، حيث أصبحت الأضحية لزوما لا غنى عنه. فأصبح الكل يفكر في اقتناء كبش العيد مهما كلفه الأمر، ومهما غلا ثمنه، لأنه في نظر الناس أمر واجب لا مفر منه، خصوصا في مجتمع يتعامل بالمظاهر... . أتذكر يوما رأيت أحدهم في أحد الكاريكاتورات يخاطب كبشا ويقول له : “أنت أو لا أحد” فيرد عليه الكبش : “سوف تدفع الثمن”. وهذا بالطبع في الفترة التي كان فيها الناس مولعون بالأفلام المكسيكية المدبلجة ويتابعونها بكثرة. فأصبح الاستشهاد بعناوين المسلسلات أمرا ضروريا نظراً لأهميتها في حياة النساء بالخصوص في ذلك الوقت (كأهمية المسلسلات التركية حاليا). وإذا ارتأيت في مقالي هذا أن أتطرق إلى موضوع مهم كموضوع الأضحية، فإنه رفعا لكل لبس وتوضيحا لبعض الأمور وإشارة لبعض الكبائر التي قد يقع فيها بعض الأشخاص عن جهل. يقول تعالى في سورة الذاريات الآية 55 : “وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين”. فبالعودة إلى سنته، فرسول صلى الله عليه وسلم كان يذبح أضحية نيابة عمن لا مقدرة له من أمته، إذ يقول : “ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع: النحر والوتر وركعتا الضحى” أخرجه الحاكم .مما يعني أن الأضحية واجبة فقط على من له المقدرة. ويمكن الاستدلال أيضا بما صح عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا لا يضحيان في بعض السنوات مخافة أن يظن الناس أن الأضحية واجبة. وقد صرح كثير من القائلين بعدم الوجوب بأنه يكره تركها للقادر. ولا شك أن تارك الأضحية مع قدرته عليها قد فاته أجر عظيم وثواب كبير. فمع اقتراب عيد الأضحى، تبدأ شركات السلف والأبناك في الإعلان عن تسهيلاتها وعن وضعها رهن الإشارة “سلف العيد” أو “سلف الأضحية”... كما يحب كل طرف تسميته، مع إمكانية دفع المستحقات عبر مراحل، فتجد الموظفين، خصوصاً ذوي الدخل المحدود، يحبذون الفكرة ويتسارعون للاستفادة من القرض لاقتناء الأضحية. فيردون السلف بمقدار 100 أو 200 درهم شهريا، وهو ما يبدو مشجعا، لكنهم للأسف يتناسون أمراً في غاية الأهمية، ألا وهو أن مجموع المبلغ الذي يردونه لا يعادل السلف الذي تلقوه في البداية، بل يزيد عنه وإن كانت الزيادة قليلة، وهذه الزيادة محرمة وأسماها الشرع “ربا”. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال يطرح نفسه بشدة : كيف لي أن أرتكب إحدى الكبائر (الربا) لأخضع لأمر لا وجوب فيه (اقتناء أضحية العيد)؟ خصوصاً وأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد علمنا من قبل أن الأضحية غير واجبة إلا في حق الميسورين الذين يملكون ثمنها، لا الذين يقترضونه لشراءها. للأسف، تبقى هذه مجرد نافذة من النوافذ المطلة على واقعنا المر!!! ملحوظة (مقالي هذا ليس فتوى، إنما تذكير لمن يتناسون الأمر ولمن لا يعرفون به)