يشعر العديد منا بالنعاس أثناء انغماسه في العمل، وهذا ليس كسلاً ولكنه شيئاً طبيعياً يؤثر على الإنسان، حيث أن أخذ قسط من الراحة والنوم لعدة دقائق في فترة ما بعد الظهر، يساعد في تنشيط المخ والذاكرة كالنوم الليلي تماماً. ومن المعروف أن دورة النوم الكاملة تستمر لمدة 90 دقيقة، وهو أفضل من النوم العميق أو السبات الذي يستيقظ فيه الإنسان قبل اكتماله، مما يسبب شعور بالإرهاق وتغير في المزاج على عكس النوم الخفيف الذي يجدد للشخص طاقته حيث أن الحفاظ على الدورة البيولوجية على مدى اليوم ضروري لضمان توازن الصحة الجسدية والعقلية وهو ما تتيحه هذه الساعة من القيلولة . وجاءت أحدث الدراسات لتؤكد أيضاً أن نوم القيلولة قد يساعد على تنشيط الذاكرة، وهى مفيدة خاصةً للذين يحاولون اكتساب أكثر من مهارة فى وقت واحد. ووجدت الدراسة أن قضاء قيلولة مدتها 90 دقيقة بين محاولة اكتساب مهارة وأخرى قد ينشط الذاكرة قليلاً فى المساء ويزداد نشاطها بشكل ملحوظ فى صباح اليوم التالي. وأشار الباحثون إلى أن النوم يساعد على تذكر المعلومات التى يكون الدماغ قد اختزنها خلال اليوم، مؤكدين أن البحث الذى أجروه على مجموعتين من البالغين أظهر أن الأشخاص الذين أخذوا القيلولة كان نشاطهم الذهنى أقوى من نشاط نظرائهم الذين واصلوا أعمالهم كالمعتاد خلال النهار. وأوضحت الدراسة للمرة الأولى أن النوم خلال النهار يساعد الذاكرة على عدم النسيان”، مشيرة إلى أن القيلولة التى تدوم لحوالي 90 دقيقة فى اليوم تمنح الدماغ الحصانة ضد النسيان وتنشط الذاكرة. من جانب آخر، يؤكد الأطباء أن نوم القيلولة لا يفيد فقط في اعتدال المزاج، وإنما يفيد القلب أيضاً على المدى الطويل، حيث تقلل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات، وذلك لأن القيلولة تساعد على انتظام النبض ومعدلات التنفس التي لها تأثير مباشر وغير مباشر على القلب. وأوضح الباحثون أن النوم لمدة 60 – 90 دقيقة فقط، وخصوصاً عند الساعة الثانية بعد الظهر، يحسن الأداء العملي للإنسان بنفس الدرجة التي تمنحها ساعات النوم المريحة أثناء الليل. وللقيلولة.. فوائد عديدة فقد أظهرت دراسة طبية أمريكية متخصصة أن نوم القيلولة لفترة نصف ساعة على الأقل لثلاث مرات أسبوعياً يحد من معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والشريان التاجي. وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي “هارفارد” الأمريكية و”أثينا” اليونانية، أن نوم القيلولة لدى الأشخاص الأصحاء يسهم في التنفيس عن الضغوط والتوترات التي يعانيها هؤلاء الأشخاص في حياتهم اليومية، مما يؤثر إيجابياً على صحة القلب لديهم. وأشارت الدراسة التي تم اجراؤها على عينة كبيرة من اليونانيين بلغ قوامها 23 ألفا و681 شخصاً واستمرت لفترة تجاوزت ستة أعوام – انخفاض نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض الشريان التاجي بنسبة 37 في المائة بين الرجال والنساء الذين ينامون في فترة القيلولة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، وبنسبة 12 في المائة لدى هؤلاء الذين لا ينامون في فترة القيلولة بشكل منتظم. كما أكدت دراسة أمريكية حديثة أن آخذ قسط من النوم اثناء النهار أو ما نطلق عليه القيلولة خلال فصل الصيف تساعد علي تبديد اضطرابات النوم ليلاً. ويجب علي كبار السن ألا يستسلموا لمشكلات النوم التي يعانون منها وعليهم أن يحصلوا علي قسط من النوم أثناء النهار، حتي يستطيعوا الاستغراق في نوم عميق وطويل أثناء الليل، كما أن ساعات القيلولة تساعد كبار السن علي التخلص من القلق. تساعدك على إجادة العمل .. أكدت أحدث دراسات مراكز بحوث النوم في الدول المتقدمة علي فائدة نوم الظهيرة، فقد وجد أن الإنسان لديه أصلاً استعداد طبيعي للنوم مرتين في اليوم مرة لمدة قصيرة بعد الظهر، وأخرى لمدة طويلة ليلاً. كما توصل العلماء إلى فائدة النوم ظهراً في زيادة نشاط الجسم وتحسين حالته المزاجية ليصبح أكثر سعادة ومرحاً وقدرة على العطاء بقية ساعات اليوم. كما أن العديد من أطباء الدول الأجنبية ينصحون بالنوم ظهراً لفترة قصيرة لمن يشكو عادة من مشاكل الحموضة في المعدة. وتعيد للجسم والدماغ نشاطهما كشفت نتائج دراسة حديثة أن القيلولة تساعد الجسم علي استعادة نشاطه وتحفز الدماع علي العمل أكثر من تناول الكافيين. وأوضح باحثون استراليون أن النوم لعشرين دقيقة بعد الظهر يعيد للجسم نشاطه ويساعد الدماغ علي التركيز أكثر. وبحسب الدراسة التي نوقشت في المؤتمر العالمي للنوم في كايرنز وشملت 14 شخصاً ممن ينامون جيداً، فإن القيلولة لحوالي عشرين دقيقة بعد الظهر أفضل من تناول كوب من القهوة أو المنبهات الأخري. وختاماً يكفينا من فائدة قيلولة الظهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قيِّلوا فإن الشياطين لا تقيِّل ) حديث صحيح.