كتب السجين "محمد أشداد" صاحب رقم الاعتقال 82671، بالسجن المحلي بوجدة، والمحكوم ب50 سنة، رسالة مؤثرة يحكي فيها الظروف التي نشأ فيها، وكيف تم استغلال وضعيته المزرية، ليزج به في عالم التضليل، من طرف من سماهم "منافقين متشددين". إبن مدينة زايو الذي قضى في السجن 16 سنة لحد الآن، يسرد قصته المليئة بالحرمان، والتي فقد فيها حنان الواليدين منذ الصغر، بعد أن هاجر والده لإسبانيا، وتزوجت أمه، قبل أن يتم طرده من بيت جده بعد وفاته، حسب ما جاء في الرسالة. وتوجه "محمد أشداد" في رسالته إلى الملك محمد السادس، بطلب العطف عنه والصفح لإنقاذ أسرته التي حرم منها لأزيد من عقد ونصف، والتي لا معيل لها سواه، حسب تعبيره. هذا نص الرسالة: الإسم: محمد أشداد رقم الاعتقال: 82671 السجن المحلي بوجدة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة والمهابة أمير المؤمنين، الملك محمد السادس نصره الله وأيده السلام على المقام العالي بالله وبعد، بعد تقديم واجب الطاعة والولاء، أتقدم إلى مقامكم العالي بالله يا مولاي، طالبا من جنابكم الكريم الصفح والعفو حتى أتمكن من بناء حياة جديدة مع عائلتي الصغيرة التي حرمت منها لمدة 16 سنة، بعد أن ارتكبت خطأ في حق وطني بعد تضليلي واستغلال جهلي وسذاجتي، من طرف أناس استغلوا وضعيتي الاجتماعية المزرية، ليزجوا بي في عالم التضليل، هم أناس كفرة كانوا يتخذون، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، شعارا لهم، لأكتشف في الأخير بأنهم ليسوا سوى منافقين متشددين. مولاي أمير المؤمنين، منذ ولادتي وأنا أعاني الحرمان من حنان الأب والأم، بعد أن هاجر والدي للديار الإسبانية ولم نسمع عنه أي خبر لحد الأن، وتركتني أمي في بيت والدها وتزوجت، وعند بلوغي سن التمدرس، عوض أن يتم تسجيلي بأحد المدارس تم دفعي إلى العمل في الحقول ورعي الأغنام، وعند وفاة جدي، تم طردي من البيت، لأجد نفسي بالعراء، فبدأت أعمل كموايم في الحقول، وبعد مدة قمت بالزواج كي أستقر "بالدوار". وقد قام بتقديمي لهؤلاء الأشخاص الفقيه، ليستغلوا جهلي وضعفي، لنقوم في أول الأمر بأعمال تجارية، ومن هذا المنطلق تم توريطي في هذه القضية التي حكمت من أجلها ثلاث مرات. صدر في حقي الحكم الأول ب10 سنوات من طرف المحكمة الجناائية بالناظور، ثم 20 سنة بالحكمة الخاصة بسلا، بعدها ب 20 سنة أخرى، بالمحكمة الجنائية بالرباط، ليكون مجموع الأحكام 50 سنة، قضيت منها 16 سنة، ولم أستفد من حق الإدماج، إذ كان يقابل بالرفض دون معرفتي للأسباب التي تحول دون ذلك، رغم أن هناك من بين الذين قاموا بتوريطي من أطلق سراحهم، ومنهم من مايزال يقبع بالسجن. وقد كنت يا مولاي المعيل الوحيد لعائلتي الصغيرة المكونة من أم أصبحت مقعدة، وطفلين مراهقين وزوجة كلهم في أمس الحاجة لي. ولم يتبقى لي يا مولاي سوى اللجوء إلى مقامكم العالي بالله، قصد العطف والصفح عني بعفوكم، وبرضاكم عني ستكونون قد أنقذتم عائلتي التي لا معيل لها سواي. فإن كنت قد أخطأت يا مولاي في حق وطني دون سوء نية فقد نلت العقاب وأخذت درسا كبيرا في الوطنية الحقة. وفي الختام يا مولاي أطلب من الله العلي القدير أن يحفظكم بما حفظ به الذكر الحكيم، ويقر عينكم بولي عهدكم الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد أزركم بسمو الأمير مولاي رشيد وكافة الأسرة العلوية الشريفة، إنه سميع مجيب. والسلام على المقام العالي بالله