إختطفت عناصر بازي المدني من فيلا في الناظور و عائلته تتهم المخابرات الصباح / رضوان حفياني لم تترك عائلته مصلحة أمنية أو مستشفى أو نيابة عامة بالناظور إلا وسألت عنه فيها، وكان الجميع يرد على بحثها عنه بالقول “إن الأمن لا علاقة له بالأمر وأنه يمكن أن يكون اختطف من طرف إحدى العصابات، أما الشرطة القضائية فتجهل مصيره”. اضطرت أسرة “محمد قضاوي”، الملقب ب”تيتو”، والمشتبه في أنه مهرب دولي للمخدرات بعد مرور 12 يوما على اختطافه، إلى التوجه إلى الرباط، حيث سألت عنه الوكيل العام في هذه المدينة، كما طرقت باب ال»ارة العامة للأمن الوطني، التي أكد أحد مسؤوليها للأسرة أن جميع المصالح الأمنية عبر التراب الوطني لا يوجد لديها شخص بهذا الاسم. بعد الرباط انتقلت أسرة «تيتو» إلى الدار البيضاء، حيث زارت مكتب الوكيل العام باستئنافية الدارا لبيضاء، وأكدوا لها أنهم يجهلون أي معلومات عن مصير “محمد قضاوي“. كان لدى أسرة «تيتو» إحساس أن ابنها لم يختطف من طرف عصابة أو مافيا بالشمال، وأن المخابرات أو الأجهزة الأمنية المكلفة بمكافحة المخدرات تقف وراء اختطافه، وهو ما دفعها إلى مراسلة وزيري العدل والداخلية وعدد من الجمعيات الحقوقية، سعيا إلى الضغط على السلطات لكشف مصيره. وكلت عائلة «محمد قضاوي” أحد المحامين لمراسلة الجهات المسؤولة في إطار قانوني، وبالفعل وجه مراسلات لكشف مصيره إلى الوكيل العام بالدار البيضاء، لكن الأخير أكد له أنه يجهل أي معلومات عن شخص بهذا الاسم، وأنه لم يعتقل من طرف مصالح الشرطة القضائية أو الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. يقول شقيق «تيتو» «إن شقيقي اختطف من فيلا العائلة يوم 30 يوليوز الماضي، وذلك بعد اقتحامها من طرف أزيد من 15 شخصا بالزي المدني ومسلحين بمسدسات، قاموا بكسر أبواب الغرف وتفتيش الفيلا بشكل عشوائي، وكذلك سيارة كانت متوقفة أمامها وتعود ملكيتها إلى “محمد قضاوي“. وتؤكد عائلة «قضاوي» أن عناصر المخابرات وضعت «تيتو» في إحدى الغرف لمحاصرته قبل أن تبحث في مختلف أركان الفيلا عن هاتفه المحمول والوثائق التي جاءت لمصادرتها، اعتقاد منها أنها دليل على تورطه في عمليات التهريب الدولي للمخدرات، على حد تعبير أحد أفراد أسرته. وتنفي عائلة “تيتو” أن تكون عناصر المخابرات حجزت في الفيلا أي مبالغ مالية أو كميات من المخدرات، وتفيد أن ابنها كان يتجول بحرية في الناظور وضواحيها، وأنه فوجئ عندما صدرت في حقه مذكرة اعتقال قبل حوالي سنة لاتهامه بتهريب الحشيش بواسطة الزوارق السريعة وصلته ب”شبكة بحيرة مار تشيكا“. ومن جهتها ترد المصالح الأمنية أن جميع بارونات المخدرات الذين اعتقلوا أخيرا من طرف المصالح الأمنية كانوا ينتقلون بهويات مزورة، كما كانوا يسوقون سيارتهم برخص سياقة مزيفة، وهو ما حال دون نجاح المصالح الأمنية في إيقافهم. نقل “تيتو” بعد إيقافه من طرف فرقة المخابرات بواسطة سيارة دفع رباعية سوداء اللون إلى وجهة مجهولة، ولم تجد عائلته طريقة لكشف مصيره سوى مراسلة الجهات المسؤولة، التي كانت ترد بأنها تجهل أي معلومات عنه، وأن لا وجود لشخص بهذا الاسم في مراكز الوضع تحت الحراسة النظرية لدى الشرطة. وبعد مرور 18 يوما على اختطاف «تيتو» اتصل متهم من سجن عكاشة بالدار البيضاء من هاتف محمول بأحد أفراد عائلة “محمد قضاوي”، ليزودها بمعلومات ثمينة، أماطت اللثام عن جزء من الحقيقة. وحسب عائلة “تيتو”، فإن السجين الذي اتصل بها يتحدر من الناظور واعتقل قبل ثلاثة أيام من اختطاف ابنها، وأكد لها أنه تعرف عليه في أحد المراكز السرية للاعتقال، لكن لم تتم إحالته مع أفراد المجمرعة على النيابة العامة، ولم يتم إيداعه المركب السجني عكاشة بالدار البيضاء. باشرت عائلة «تيتو» بناء على هذه المعلومات تحركاتها عن طريق توجيه مراسلات جديدة إلى وزارتي العدل والداخلية والوكيل العام بالدار البيضاء، أشارت فيها إلى أن ابنها لم يختطف من طرف عصابة أو مافيا وإنما اختطف من طرف عناصر بالزي المدني يمكن أن تكون من «ديستي» أو الأمن، وطالبت بالكشف الفوري عن مصيره، لأن ما حدث له يعتبر خرقا للقانون وانتهاكا جسيما لحقوق الإنسان. في اليوم 32 لاختطافه ظهر “محمد قضاوي” في مركز الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وتقرر أن يوضع تحت الحراسة النظرية لمدة 98 ساعة، قبل أن يحال على الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء الذي أمر بإحالته على قاضي التحقيق وإيداعه المركب السجني عكاشة. علمت عائلة «تيتو» بوجود ابنها في سجن عكاشة عن طريق مكالمة هاتفية تلقتها من أحد المقربين منه، لكن المثير أنه رغم أن هذا المتهم أعلن اختطافه قبل 32 يوما من إحالته على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لم يأمر قاضي التحقيق بإجراء خبرة طبية عليه لآثبات تعرضه للتعذيب أو نفي ذلك.