تمكن علماء اثار بولنديين من التوصل الى استنتاجات تشير الى ان عشيرة من "السلاف" او "الصقالبة" المنحدرين من مناطق مختلفة من اوروبا الشرقية، قد استوطنوا بمنطقة الريف وانشئوا قبيلة خاصة بهم. وكشف العلماء المشاركون في هذه الرحلة الاستكشافية، خلال ندوة صحفية عقدت اليوم الخميس 24 نونبر، بجامعة "تشيتشين" ان هذه القبيلة التي كانت تدعى "كارجات" اسسها "السلاف" باحدى مناطق الريف في اواخر القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلادي، مشيرين ان الابحاث التي اجروها اكدت وجود تشابه في بعض المنتوجات الفخارية القديمة التي عاينوها في متاحف المغرب و اسبانيا وفرنسا، والتي كان يتم انتاجها في الموطن الاصلي لشعب "السلافي"، كما ان نفس الفخار ينتج حاليا بدوار ادردوشن بتامسينت حسب ما اكده المشاركون في الندوة. وقال متحدث في الندوة ذاتها ان السلاف الذين عاشوا في الريف كانوا في الاصل عبيدا تم استقدامهم مع بداية دخول المسلمين الى شمال المغرب، حيث كانوا يعيشون في عاصمة امارة بنو صالح بالنكور، قبل ان يتمردوا على احد السلاطين الذي كان حاكما انذاك بالامارة، والذي اصدر في حقهم عقوبة النفي من العاصمة وترحيهم الى منطقة مجاورة التي انشؤوا قرية خاصة بهم سميت ب"كارجات". وشكلت هذه القرية محور البحث الذي يجريه علماء الاثار البولندين، حيث ينتظر ان يحلوا بالمنطقة مستقبلا للقيام بابحاث معمقة انطلاقا من النتائج التي توصلوا اليها خلال رحلة استكشافية سابقة، قد تمكنهم من تحديد مكان القرية بشكل دقيق. وأشار المشاركون في هذه البعثة انهم سيعتمدون في ابحاثهم على اسماء المناطق التي قد تحمل تشابه مع اللغة السلافية، وكذا الاساطير المتداولة بين الساكنة المحلية ومدى علاقتها بالتاريخ السلافي، اضافة الى الادوات والاواني الفخارية التي يتم انتهاجها. وتجدر الاشارة السلاف، أو الصّقالبة هم مجموعة عرقية لغوية يتحدثون باللغات السلافية، يستقرون أساساً في أوروبا الوسطى، وأوروبا الشرقية، ودول البلقان وقاموا في العصور الأخيرة باستيطان آسيا الشمالية. ينقسم السلاف إلى سلاف شرقيين (الروس والأوكرانيين والبيلاروسيين)، سلاف غربيين (البولنديين والسلوفاكيين والتشيكيين) وسلاف جنوبيين (السلوفينيين والكروات والصرب والمقدونيين والبوسنيين والبلغار).