من بين النقط التي أدرجتها بلدية الناظور في نسختها الجديدة في أول دورة لها اول أمس الثلاثاء التراجع عن نزع ملكية قطعتين أرضيتين بكل من أحياء ترقاع و شعالة كان المجلس البلدي السابق قد صادق عليها في دورة سابقة بطلب من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب و لشرح قصة القطعتين المذكورتين و ببساطة شديدة فإن علينا العودة للمشروع الكبير للتطهير السائل للناظور الذي دشنه جلالة الملك و يهم الناظور الكبير (مدينة الناظور وبني نصار وازغنغان وإحدادن وجعدار وسلوان وتاويمة وقرية اركمان ) بكلفة إجمالية تقدر ب60 مليار سنتيم... و من بين المتطلبات التقنية لهذا المشروع الضخم الذي يسير الآن نحو شطره الثاني هو تهيئة محطات لضخ الواد الحار من عدد من الأحياء نحو محطة التصفية الجديدة التي تقام الآن بمنطقة بوعرك... و هكذا و بعد تحديد تقني للقطعتين الأرضيتين الواجب توفيرهما تمت مراسلة المجلس البلدي ذي الإختصاص لبدء مسطرة نزع ملكيتهما لصالح المصلحة العامة و يتعلق الامر هنا بقطعتين يبلغ حجم أكبرهما 150 مترا فقط و هكذا صادقت بلدية الناظور في دورة فبراير الماضي على هذا القرار على أن يتم تعويض أصحاب الأرض... و لكن سعي المجلس الجديد بولاية طارق يحيى التراجع عن نزع ملكية هاتين القطعتين سيؤدي بشكل مباشر لتوقيف مشروع التطهير السائل لحي ترقاع بل و توقيف المشروع بأكمله لأن محطة ضخ شعالة تعتبر إستراتيجية بالنسبة للمشروع كله... إن هذه المبادرة المريبة من طارق يحيى تستوجب طرح أسئلة عديدة... فمن هو صاحب المصلحة في وقف مشروع التطهير السائل؟ و هل يمكن لمشروع يستهدف مصلحة حوالي 300 ألف من ساكنة الناظور أن يتوقف من أجل عيون أصحاب قطعتين أرضيتين؟ هل يمكن لوعود ذات طابع إنتخابي أن توقف حلما كبيرا لساكنة الناظور الكبير؟ في سنة 2002 عقد عامل الناظور السابق محمد علوش لقاء لتقديم نتائج دراسات المخطط المديري للتطهير السائل بالناظور حضره كاتب هذا الموضوع و فيه عدد علوش المشاكل العويصة التي يعيشها الإقليم في مجال التطهير السائل و أكد للحاضرين أن الميزانية المطلوبة لتنفيذ المخطط هي 20 مليار سنتيم و أن هذا المبلغ الضخم يستوجب معركة سياسية كبيرة لدق أبواب الرباط مع تظافر جهود البرلمانيين للحصول عليها... و اليوم و بعد أن دشن مشروع ب 3 أضعاف هذا الرقم و يتجاوز المخططات البسيطة و يستهدف عددا كبيرا من الساكنة إضافة لآثاره البيئية على مارتشيكا و مشاريعها السياحية نجد من يحاول وقف كل هذا من أجل عيون ملاك قطعتين أرضيتين صغيرتين!! إن الأسى و الحسرة شعور كل ناظوري يطالب أجهزة الوصاية من عمالة و غيره بالحرص على مصالح الناظوريين مجتمعين من شطحات مجالسهم المنتخبة...إذ كان العكس في الظروف العادية هو الصحيح... و لكن ثقتنا كبيرة بأن عامل الناظور لن يسمح بتوقيف مشروع ضخم من أجل عيون أي كان... لقد قلناها مرة و سنعيدها... إن لهذه المدينة ملكا يحميها...و لو من مجالسها المنتخبة!!! صور من مخطط التطهير السائل للناظور