بعد الانتهاء من سرد اغلب حيثيات قضية مقتل الشاب فؤاد عبيدة سائق التاكسي بالناظور قبل 10 ايام و بعد حديثنا قبل يومين عن ضرورة فتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات و معاقبة كل من قصر في عمله و اهمل حادثة سائق التاكسي التي سبقت مقتل فؤاد، آن الاوان للحديث عن الاجراءات الايجابية التي أدت لاعتقال المجرمين. فقد اكدت مصادر تابعت تحركات الامن بعد الواقعة، ان عملا جماعيا منسقا كان وراء فك لغز الجريمة و القبض على المجرمين في اقل من 48 ساعة، و يستحق عدد من عناصر و ضباط و عمداء الشرطة التنويه على مجهوداتهم بهذا الخصوص، اذ رغم ان ADN هو من منح هوية القاتل الا ان التحريات عن مكان اختفاء المجرمين و حيثيات القضية تطلبت جهدا كبيرا. و لهذا ترى نفس المصادر ان خطة البحث كانت البطلة الاولى في هذه القضية، فقد تمت تعبئة كل عناصر الشرطة القضائية للبحث في هذه القضية كما تمت تعبئة اغلب عناصر و ضباط الدوائر الامنية لنفس الغرض حيث تم تقسيم مدينة الناظور الى قطاعات و تم تكليف 3 عناصر على رأسهم ضابط بتكثيف البحث عن المجرمين فيها معززين بالصور و الاوصاف و مصادر المعلومات المختلفة من اعوان سلطة و مخبرين و مجرمين سابقين… كما ان مصالح الاستعلامات العامة التابعة للامن تجندت ايضا للبحث و خصصت مديرية حماية التراب الوطني "الديستي" من جهتها فريقا لدعم البحث… و على مدى حوالي 40 ساعة التي تم استغراقها قبل القبض على القاتل الرئيسي، ظهر للجميع ان هذه الجهود المكثفة، المتواصلة و المنسقة لا بد و ان تؤدي للقبض عليه. لذا ترى مصادر تابعت التحقيق عن قرب ان اكثر ضابط يستحق المكافئة و التكريم على مجهوداته هو رئيس المنطقة الامنية نبيل لعوينة الذي اشرف على تنسيق خطة البحث، هو الذي كان يسمع صوته عبر راديو الشرطة بشكل متواصل طيلة 40 ساعة، ليلا و نهارا، حتى حار فيه رجال الامن بالناظور و تساءلوا فيما بينهم ان كان يأكل النمل، عطفا، على دعابة شهيرة بين رجال الشرطة تتهم من لا ينام من مسؤوليهم بأكل النمل ليتوفر على القوة للعمل بشكل متواصل. و هنا زادوا عليها قائلين يأكل النمل ليأكل المجرمين… عموما، فان لكل من ساهم في عمليات البحث حظ من الشكر و التكريم على التفاني الذي ادى الى هذه النتيجة الباهرة، و يعول الجميع على ان يكون هذا الانجاز دافعا لمزيد من العمل و الجد لاستتباب الامن بالمنطقة، اما المجرمون و قطاع الطرق بالناظور فيبدو ان الرسالة قد وصلتهم بشكل واضح…