حذر إلياس العماري، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، من مغبة أن يتمكن حزب رئيس الحكومة من صنع دولة موازية، ضاربا المثال على ذلك بما قام به «بيجيدي» قبيل الانتخابات الجماعية السابقة عندما عوض وزارة الداخلية في التسجيل باللوائح الانتخابية، وكيف أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، لم يتردد في الكشف عن أن حزبه تمكن من إضافة 300 ألف ناخب جديد . واستغرب العماري، الذي حل يوم الاثنين الماضي ضيفا على نادي «ليكونوميست»، كيف لم ينتبه أحد إلى خطورة أن يصدر بيان لرئاسة الحكومة من المقر المركزي للعدالة والتنمية، وذلك في إشارة إلى ردة فعل الحكومة تجاه الرأي الاستشاري، الذي أعلن عنه محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، جوابا على رسالة موجهة إليه من قبل رئيسي فريقي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، موضحا أن المسألة ذكرته بما كان يقع في فجر الاستقلال عندما كانت القرارات الحكومية تصدر من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وكيف أن أحزاب الحركة الوطنية خاضت معاركة شرسة للفصل بين الحكومة والحزب الحاكم. وشدد العماري على أن الربيع العربي لم يكن حراكا أصيلا، لأن فيروسه صنع في مختبرات أجنبية، ضاربا المثال على ذلك بالمصطلحات والكلمات المستعملة في شعاراته، مثل «البلطجية» و«الشبيحة»، موضحا أن الأمر لم يتعلق بثورة، بقدر ما كان تصريفا لحسابات شخصية، ضد بنعلي في تونس، والقذافي في ليبيا، ومبارك في مصر، وصالح في اليمن، والدليل ألا شيء تحقق بعد ذهاب المذكورة أسماؤهم. وعن نفسه، قال العماري إنه رجل يؤمن بالمبدأ القائل «فكر بهدوء واضرب بقوة» على حد تعبير عبد الكريم الخطابي، الزعيم الريفي الراحل، مقللا من أهمية أن يكون للسياسي مسار طويل دون أن يحسن التعامل مع الأحداث في الزمان والمكان، نافيا أن يوصف بمهندس الأصالة والمعاصرة، على اعتبار أن عملية البناء تتطلب مشاركة مهندسين من تخصصات عديدة، وأن ترجمة مشروع مجتمعي على أرض الواقع تفرض مشاركة أكثر ما يمكن من المساهمين. واعتبر العماري أن مجيء الأصالة والمعاصرة خلف استفزازا إيجابيا في المجتمع وفي المشهد السياسي، رافضا أن يوصف حزبه بضابط إيقاع اللعبة السياسية، على اعتبار أن عقلنة المشهد الحزبي لا يمكن أن تفرض، بل يتم إدراكها بإعمال الديمقراطية في الاستحقاقات الانتخابية وداخل الأحزاب، وما عدا ذلك فلا يمكن ضبط النظام الحزبي ولو بتدخل مباشر من الملك. وأكد العماري أنه شارك في تنفيذ أوامر كانت تريد أن يتصدر العدالة والتنمية انتخابات 25 نونبر 2011، وأن مبادرة تحالف «جي 8» لم تكن إلا غطاء لتمرير هذا القرار، على اعتبار أن «البام» لم يقدم مرشحين في كل الدوائر التي ترشح فيها قياديون من الأحزاب السبعة الباقية.