وسط حي مهمش من كل النواحي، وأمام بنية تحتية فقيرة ومقومات عيش هشة،بحي بويزرزارن، لفت انتباهي زمرة من الاطفال الصغار وقد خطوا بطباشيرهم الابيض البريء ممرا للراجلين فوق اسمنت حديث النشأة، ف"عجبا لمبادرة نبعت من أطفال حي مهمش، ليسوا يابانيين ولا فرنسيين" قال محدثي. تمالكنا انا وصديقي مشاعرنا وهو يستل هاتفه ليوثق المشهد، اردناها صورة تؤرخ لوصمة عار على جبين المسؤولين، لملحمة ابطالها اطفال بريئون من الصراع السياسي والعاب الكبار الخبيثة، فاختاروا التعبير بطريقتهم على موهبتهم في رسم الواقع، ليفعلوا ما لم يفعله اولياء امورهم، فصرخوا الصرخة وعروا المستور. قد تبدو للوهلة الاولى هذه الصورة عادية، لكنها تحمل في طياتها معاني كثيرة، فمن رحم المعاناة يبرز الابداع وينشأ النضال، ومن عمق التهميش ينهض الفكر ولا صوت فوق صوت التعبير الحر..هم اطفال صغار اوصلوا رسالتهم رغم مستواهم الدراسي المتواضع، لكننا، من نحسب انفسنا متعلمين، تعلمنا منهم الكثير..ليس مجرد ممر للراجلين، بل ممر لرسالة من قلوب الصغار الى دهاليز السياسيين الكبار..فهل وصلت الرسالة؟