لم تستغ مجموعة من شباب محسوبون على الوافد الجديد الدور الكبير والمسؤول للمنظمات الشبابية المشاركة في المهرجان العالمي للشباب في دورته السابعة عشر التي احتضنت فعالياته جنوب افريقيا. وقد كانت هذه المحطة فرصة لكشف عدم نضج سياسي وجهل في تدبير أمور شبيبة هذا الحزب حينما انخرط يأكل الثوم بفم شباب دفع بهم في منازلة تروم المزايدة في قضية وطنية مع ما رافق هذه المحاولات من تغليط بخصوص حرمان شبيبة الأصالة والمعاصرة من المشاركة في هذه التظاهرة العالمية. وحتى يتسنى للرأي العام فهم حيثيات الملف ورصد تفاصيله لابد من الإشارة إلى مجموعة من الأمور الأساسية والثابتة. أولا، في خضم الحركية السياسية التي تعرفها بلادنا على مستوى المشهد الحزبي نتساءل أين يمكن أن نصف الإطار الشبابي مادام قد اختارت قيادته التموقع في خانة المعارضة وتوجيه سهام النقد للقوى الحية والديمقراطية التي ناضلت ومنحت تضحيات من أجل أن تتبوأ بلادنا مراتب أهلتها لقطع أشواط تنموية غير مسبوقة. ثانيا، لم تكن مشاركة الوفد المغربي ذات صبغة رسمية تهم الشبيبة المغربية ككل بل جاءت انسجاما مع مقررات و توجهات المنظمة العالمية للشباب الديمقراطي المعروفة باسم “ويفدي” وهو إطار تحتل فيه التنظيمات المغربية المشاركة مواقع هامة بالإضافة إلى عضوية دائمة و بالتالي كانت الدعوات قبلية و خارج ما تتصوره رابطة الشباب المقربة من حزب الأصالة و المعاصرة، كما أن حضور المنظمات المغربية جاء تتويجا لحضور مكثف و دائم لكافة اجتماعات هياكل الويفدي و انخراطها في كل البرامج التي يرعاها هذا التنظيم الشبابي العالمي. وهو ما ينفي كل الأكاذيب التي أطلقتها شبيبة الحزب الجديد حين اغتنامها منحة السفر و الإقامة التي منحتها الحكومة المعربية في القيام بجولات سياحية بدل قبول مقترح المنظمات المغربية بالانضمام في إطار الوفد المكون من 154 عضو، الأمر الذي رفضته رابطة الشباب الديمقراطي مصرة على الحضور باسمها و هو ما يتعارض مع قانون المهرجان و يعرضها للمنع باعتبارها ليست عضو في الويفدي. فيما اقتصرت مشاركة شبيبة الوافد الجديد على ولوج فضاء المهرجان بصفة زائر لا أقل و لا أكثر ما دفع هذه المجموعة إلى الدخول في نقاشات تافهة و محاولات للنيل من مصداقية المنظمات المغربية العتيدة ذات الرصيد النضالي الهام الذي توج خلال المهرجان بانتزاع اعترافات و مساندة غير مسبوقة في تاريخ مؤتمرات الويفدي بخصوص أهمية مبادرة الحكم الذاتي و شرعية قضية الوحدة الترابية فيما تم تسجيل ملاحظات و انتقادات لاذعة وجهت إلى اللجنة المنظمة التي بدت متحيزة و بشكل مكشوف مع أطروحة الانفصال وتهميشها لكافة فقرات المهرجان و إفرغه من محتواه كتظاهرة عالمية غابت عنها أكثر من 30 دولة لمبررات مختلفة مجملها يتلخص في تحفظ كبير أضحى يأخذ مكانه في تصورات التنظيمات الشبابية العضو بالنظر إلى تحول الويفدي إلى مؤسسة شبابية تتحكم فيها بعض الدول التي لا شغل لها سوى تصفية حسابات سياسية ضيقة ضد كل مبادئ الويفدي الداعية إلى الحوار و السلم و التعايش. حديث رابطة الشباب الديمقراطي عن إقصاء أو حرمان هو اعتراف بعدم استيعاب و سوء تقدير قيادته أو من يقف وراء تحركات هذا التنظيم الشبابي الجديد لأدبيات العمل الشبابي على واجهة الدبلوماسية الشبابية التي انخرطت فيها التنظيمات الشبابية المغربية في الويفدي لتنوير الرأي العام الدولي بخصوصية الملف المغربي و ووضوح و نجاعة مقترح الحكم الذاتي لإنهاء مشكلة عمرت لعقود من الزمن، وقد أصابت فعلا التنظيمات الشبابيبة المغربية في ذلك بعد أن أصبح إسمها بارزا على الساحة الدولية في أكثر من منتدى و إطار عالمي و كسبت تأييدا و احتراما مكنها من مواجهة خصوم الوحدة الترابية بناءا على رصيدها السياسي و قناعاتها وو طنيتها في جل المحطات التي تتطلب تجنيدا للدفاع عن المكتسبات. ما قامت به شبيبة الحزب الجديد هو فصل آخر من فصول المزايدة التي تنضاف إلى سابقات أخرى أبانت عن افتقاد هذا الإطار الشبابي للرزانة و الحس السياسي في التعامل مع قضايا وطنية اتخذت مطية لتغليط الرأي العام المغربي و محاولة نشر المزيد من التمييع و التئييس و المساس بالممارسة السياسية وإفراغها من محتواها ومع ذلك لن نلوم هذا التنظيم الشبابي الفتي مادام يخضع لوصاية من نوع خاص.