تعليمات بتكثيف الوجود الأمني في بعض المواقع ومنع أي احتكاك بالمواطنين وإنجاز تقارير يومية تلقت عمالة الناظور و مختلف المصالح الامنية بالناظور تعليمات من وزارة الداخلية صدرت، أخيرا، إلى مختلف المصالح الأمنية والقوات المساعدة والدرك الملكي تحثهاعلى تفادي الاحتكاك بالمواطنين، بموازاة مع تكثيف وجودها في بعض المناطق، وتكليف الاستعلامات العامة بإنجاز تقارير يومية. وذكرت المصادر نفسها أن التعليمات الجديدة تأتي مباشرة بعد الأحداث التي شهدتها الجمهورية التونسية، نهاية الأسبوع، وأدت إلى انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقالت المصادر نفسها إن “انتفاضة تونس” أرخت بظلالها على المغرب، مثل باقي الدول العربية الأخرى، التي شهدت بعضها، خاصة الجزائر والأردن مسيرات احتجاجية للتنديد بارتفاع الأسعار والاحتجاج على الغلاء والفساد، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى تعليمات وجهت إلى أفراد القوات المساعدة الذين اعتادوا التدخل لمطاردة الباعة المتجولين في الأحياء الشعبية، وحثتهم على وقف حملاتهم إلى حين هدوء العاصفة، في حين صدرت تعليمات مماثلة إلى الدرك الملكي والأمن الوطني للتأهب، ووقف أي مواجهة مع الاحتجاجات التي تشهدها بعض المدن التي اعتادت تنظيم مسيرات اجتماعية. و هكذا عرفت الناظور في اليومين الاخيرين عدة مظاهر في هذا السياق حيث أكدت مصادر من تجارشارع مدخل سوق أولاد ميمون لأريفينو ان مسؤول المقاطعة الثانية بالناظور رفض الترخيص لهم بوقفة إحتجاجية مقابل ذلك سمح لهم بفرش سلعهم على طول الشارع رغم أن حملات قد سبق شنها لتصحيح هذه الوضعية و تعتبر هذه إشارة إلى أن السلطات المحلية تتفادى أي احتكاك او حتى منح فرصة لذلك هذه الأيام تطبيقا لبرقية وزارة الداخلية كما ان مصادر تؤكد استعداد مصالح قمع الغش بعمالة الناظور لتسيير دوريات بمختلف مناطق الإقليم لمحاربة إرتفاع الأسعار في اطار تنفيذ التعليمات الجديدة لتفادي أي وجوه لمغالاة في الأسعار في أسواق المدينة و الإقليم و محلاتها التجارية. هذا و لاحظ مراسلو اريفينو تواجدا امنيا مكثفا بالموازاة مع وقفات معطلي الناظور أمس و اليوم تحسبا لأي طارئ كما أن تعليمات جديدة يتم تسليمها لمسؤولي محطات البنزين بعدم بيع الوقود للأشخاص غير المصحوبين بدراجات او سيارات لتحجيم إمكانية استعماله في محاولات إنتحار باحراق النفس كما ان مصالح الشرطة مطالبة في نفس الإطار بالتضييق على البؤر الامنية السوداء المعروفة بترويج المخدرات و خاصة القرقوبي لما لها من تأثير على متعاطيها قد تدفعه لإتخاذ قرارات غير محسوبة… ولم تخف المصادر نفسها تحرك مصالح الاستعلامات العامة بشكل مكثف، خلال الأيام القليلة الماضية، لرصد تحركات تدعو إلى الاحتجاج ضد الغلاء، وإنجاز تقارير مفصلة عنها، تحسبا لتطور الأمور، في حين باشرت مصالح أخرى رصد اهتمام المغاربة بأحداث تونس، إذ لاحظت أن جل زبناء المقاهي، مثلا، يبدون تعاطفا كبيرا مع “انتفاضة الياسمين”، كما أطلق عليها، تمثل في نسب المشاهدة الكبيرة لقنوات تلفزيونية عربية وأجنبية، خاصة قناة “الجزيرة” القطرية و”العربية”، و”بي بي سي” العربية، وقنوات فرنسية. ولم تنف المصادر ذاتها تكثيف عدة مصالح أمنية، في الآونة الأخيرة، وجودها في بعض المناطق الحساسة، وصدرت تعليمات بتشديد المراقبة على بعض المؤسسات العمومية، خاصة في البيضاء. وقالت المصادر نفسها إن “انتفاضة تونس” تؤرق كل الحكومات العربية، خصوصا أنها ابتدأت بمطالب اجتماعية بعد أن أحرق محمد بوعزيزي (مجاز اضطرته البطالة إلى العمل بائعا متجولا للخضر) نفسه، بعد الاعتداء عليه، قبل أن تتطور الأمور إلى مسيرات واحتجاجات اجتاحت كل المدن وانتهت بالإطاحة بالنظام التونسي.