في الوقت الذي إختار فيه سياسيون من تيارات يمينية مختلفة بأوربا، "جلد " المهاجرين عموما وطالبي اللجوء خصوصا بعد الإعتداءات، التي عرفتها مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ، دعا السياسي الهولندي ابن الناظور أحمد أبوطالب إلى التعامل ببرودة وعقلانية مع القضية لقطع الطريق على الأراء الراديكالية المتطرفة، التي بدأت تركب على الواقعة لشن الهجوم على المهاجرين . عمدة روتردام الهولندية نبّه إلى ضرورة تفادي التعميم وإلصاق تهمة التحرش بكل اللاجئين ، لأنهم ليسو كلهم مذنبون وما اقترفته ثلة قليلة لا يجب أن يؤثر على السياسات الإجتماعية لألمانيا وللإتحاد الأوربي ، بالمقابل شدد على ضرورة التعامل مع الملف بالجدية اللازمة ومتابعة المتهمين أمام العدالة. أبوطالب ، الذي تحدث مع قناة أورونيوز ، قال في جواب له على سؤال حول ما إذا كانت أوربا يجب أن لا تقبل مزيدا من اللاجئين : " يتواجد بألمانيا مليون لاجئ ، وفي هذه الأحداث (الإعتدءات الجنسية بكولونيا ) نتحدث عن 18 شخصا أوقفتهم الشرطة الألمانية.هناك شخص مهم يجب الإحتكام إليه هو القاضي..." من جانب آخر شدد السياسي الهولندي على أنه يجب على البوليس الألماني القبض على من قام بتلك " الأفعال المشينة " التي لا تخدم بالتأكيد قضية اللاجئين سواء في ألمانيا أو في أوربا عامة . لكنه دعا إلى عدم التركيز كثيرا على هويتهم وجنسيتهم ، لأنها ليست ذات قيمة في "دولة القانون ". وقالت وسائل الإعلام الألمانية أن عدد الشكايات التي رفعتها نساء تعرضن للتحرش أوالإعتداءات في ليلة رأس السنة تجاوزت 500 شكاية ويجري الحديث عن عملية منظمة غير مسبوقة بأوربا للإعتداء على حرية المرأة ،بالنظر إلى حجم الإعتداءات وعدد الأشخاص الذين نفذوها بل وكونها نُفذت حتى في سويسرا والنمسا في نفس الآن ، كما يروج أن المعتدين نسّقوا بينهم، عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، للحضور في نفس الوقت بكولونيا لتنفيذ إعتداءاتهم . وخلفت هذه القضية ضجة كبيرة في كل أرجاء أوربا . وفي تطور جديد وخطير للأحداث قامت مجموعة من الأشخاص الغاضبين بكولونيا بتأسيس مجموعة فايسبوكية للتنسيق بينهم للإنتقام للنساء اللواتي تعرضن للتحرش وبالتالي الإعتداء على كل مهاجر يصادفونه . وفي ليلة أمس وحدها تعرض 12 شخصا من أصول أجنبية للتعنيف بشوارع المدينة.