علمت وكالة "فرانس برس" من مصدر مقرب من التحقيق أن أحمد الدحماني البلجيكي من اصل ريفي الذي ألقي عليه القبض في منتصف نوفمبر بتركيا في إطار التحقيق بشأن هجمات باريس، كان في حوزته جواز سفر سوري مزور، مثل الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في ملعب فرنسا. وألقي القبض على أحمد الدحماني بأنطاليا في تركيا يوم 21 نوفمبر، برفقة سوريين يشتبه في أنهما مهربان. وكان قد وصل على هذا المنتجع صباح يوم 14 نوفمبر، غداة وقوع الهجمات. وقد تجلى الدور الذي قد يكون قام به المجرم المتطرف الذي يعتبر أحد الأعضاء من محيط الهاربين صلاح عبد السلام ومحمد أبرينين في تقديم الدعم اللوجستي، والمساعدة على عودة المقاتلين إلى سوريا والتحديد المحتمل لأماكن الهجمات،.وهو ذلك الدور الذي شكل أحد محاور عمل المحققين. وفي الأشهر التي سبقت الهجمات، يبدو أنه قام بالعديد من الرحلات ذهابا وإيابا بين أوروبا وتركيا بل إلى سوريا. ورصدته السلطات التركية بالفعل يوم 10 فبراير 2015 قبل أن يتوجه نحو بلجيكا يوم 24. وفي نفس الفترة، كان أحد انتحاريي ملعب فرنسا البلجيكي Bilal Hadfi من بروكسل، يتواجد في أنطاليا في عطلة سياحية، قبل أن يختفي من الرادار. هذا التزامن الذي صعب على المحققين اعتباره مصادفة، وفقا لمصدر مقرب من التحقيق. وفي الأول من أغسطس، تم تفتيش الدحماني وحده في ميناء Patras بشمال Péloponnèse في اليونان، حين كان آتيا من إيطاليا. وبعد ذلك بثلاثة أيام، تم تفتيشه من جديد في مرفأ Patras، إلا أنه هذه المرة لم يكن لوحده، فقد كان برفقة صلاح عبد السلام، المشتبه في تورطه في هجمات باريس. ووفقا لنفس المصدر المقرب من التحقيق، فإن الدحماني، في وقت اعتقاله، كان بحوزته هاتف بلجيكي جديد يحتوي على أرقام هواتف المهربين وأيضا كان يملك جواز سفر سوري. وكان هذا الجواز باسم مازن محمد علي، غير أن الصورة التي في الجواز كانت صورة الدحماني. وكان بحوزة اثنين من الانتحاريين الثلاثة بملعب فرنسا واللذين لم يتم التعرف عليهما بعد، بحوزتهما جوازين سوريين، وقد اختلطا بالمهاجرين. وتمت مراقبة جوازات السفر هذه يوم 3 أكتوبر على جزيرة Leros باليونان. كما أن الجهادي عبد الحميد أباعود الذي يعتبر أحد المنظمين المحتملين لهجمات باريس والذي قتل يوم 18 نوفمبر بسان دينيس، قام برحلة ذهاب وإياب بين أوروبا الغربية وسوريا. وقد وصل الدحماني إلى بلجيكا في 1995، وهو الذي ولد بالحسيمة . وكانت أجهزة الشرطة البلجيكية تعتبره كمجرم يستطيع "العمل ضمن عصابة"، وكان عنيفا معروفا بتعاطي المخدرات والعنف والسرقة.