فرنسا، الإمارات وقبلهما الهند، هي أبرز الدول التي تردد عليها الملك محمد السادس في الفترة الأخيرة، وارتبطت بتحركاته المكثفة إلى خارج البلاد، بعضها في إطار رسمي، والبعض الآخر كان خاصا. لكن ومنذ 25 من أكتوبر، وإلى حدود اليوم، لم يطأ الملك أرض الوطن سوى لخمسة أيام، وهي المدة التي كان من المفترض أن تطول قليلا لولا الوعكة الصحية التي ألمت به، وجعلته يشد الرحال إلى باريس ثم أبو ظبي، بعد عودته من نيودلهي. بالعودة بضعة أشهر إلى الوراء، وتحديدا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المغرب نهاية شهر شتنبر الماضي، ظلّ الملك أياما قليلة في شمال بلاده مكثفا من تدشيناته في طنجة، حيث فضّل أن يمكث. لكن خبر وضع الأميرة لالة سكينة لمولودين في إحدى المصحات الباريسية جعل الملك يطير نحو العاصمة الفرنسية لمباركة مولودي مدللة القصر، ويبقى هُناك أياما معدودات إلى أن عاد مجددا إلى طنجة في الخامس من أكتوبر الماضي. لكن وقبل انصرام الشهر العاشر من السنة، وتحديدا في 25 منه، حطت طائرة الملك محمد السادس على أراضي الهند في إطار زيارة رسمية تلتها أخرى خاصة، حيث شارك في قمة "الهند – أفريقيا" في دورتها الثالثة التي انعقدت في العاصمة نيودلهي. الزيارة استغرقت زهاء أسبوعين في بلاد الهند، عاد ملك البلاد عقبها إلى أرض الوطن يوم 5 من نونبر، وبالضبط بالعيون في إطار زيارته للأقاليم الصحراوية، حيث ألقى خطاب وأعطى انطلاقة بعض المشاريع بالمنطقة، بمناسبة الذكرى 40 للمسيرة الخضراء. بيد أن زيارة العيون لم تدم طويلا، إذ سرعان ما تم الإعلان عن تعليق كل نشاطات الملك، بسبب "انفلونزا حادة" أصابته خلال زيارة الهند، ليتوجه نحو فرنسا لقضاء فترة نقاهة خمسة أيام بعد عودته. وهناك في العاصمة الفرنسية، حيث مكث الملك للراحة، ضرب الإرهاب باريس في 14 من نونبر، مخلّفا حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، ما دفع الملك لقطع زيارته الخاصة وتوجه نحو الاليزي ليحظى باستقبال رسمي خصّه به الرئيس هولاند حينها لشكره على المساعدة التي قدمتها الاستخبارات المغربية لنظيرتها الفرنسية بعد الهجمات، كما حضر لاحقا مؤتمر المناخ بباريس (كوب21). بعد ذلك توجه محمد السادس إلى أبو ظبي في فاتح شهر دجنبر، ليحضر الاحتفالات الرسمية للعيد الوطني الرابوالأربعين لدولة الإمارات، كما رافق ذلك حضوره لفعاليات الأسبوع الثقافي المغربي بعاصمة البلاد. لكن وفي أعقاب زيارة "الصداقة والعمل" إلى ديار "آل نهيان"، التي امتدت لعشرة أيام، غادر الملك أول أمس الخميس، عائدا إلى باريس من جديد، لاستئناف زيارته الخاصة التي يبدو أنها لن تطول كثيرا هناك، إذ يرجح، بحسب مصادر عديدة، أن يعود ملك البلاد إلى أرض الوطن، ليستأنف إطلاقه حزمة من المشاريع التنموية في مجموعة من الأقاليم الجنوبية.