تخليدا للذكرى الخمسينية لتأسيس الحركة الإتحادية، نظم فرع الإتحاد الإشتراكي بأحفير لقاء تواصليا يوم السبت 25 أبريل 2009 على الساعة الرابعة بعد الزوال بدار الشباب، حضره كل من السيد أحمد الشامي وزير تحديث القطاعات، السيد عبد الحميد الجماهري وفاطمة بنلمودن عضوا المكتب السياسي. كما حضر اللقاء أيضا الكاتب الجهوي السيد بوشخاشخ وعضوة المجلس الوطني السيدة ابتسام مراس. تميز اللقاء بمجموعة من المداخلات ركزت جلها على المطالبة بجيل جديد من الإصلاحات السياسية والدستورية، تتماشى والظرفية التي يعيشها المغرب. كما أبرزت المداخلات أيضا سلبيات مشاركة الإتحاد الإشتراكي في الحكومة التي أبعدت الحزب عن الجماهير الشعبية، نظرا لإنشغال أبرز رموزه بالمهام الحكومية. وأكدت المداخلات أيضا على ضرورة المشاركة الفاعلة في الإستحقاقات المقبلة لقطع الطريق على المتطفلين السياسويين. في الأخير ناشدت السيدة بنلمودن بضرورة مشاركة النساء في تدبير الشأن المحلي. وعلى هامش اللقاء التواصلي الذي تحدثنا عنه آنفاً، كان لنا لقاء صحفيا مع السيدة إبتسام مراس دكتورة صيدلية من مواليد سنة 1981، عضو المجلس الوطني للحزب وعضو المجلس الوطني للنساء الإتحاديات وعضو مكتب الفرع بزايو. إن المشهد السياسي المغربي يعرف تحولات كبيرة فكيف ترون موقع حزبكم فيه بعد إنتخابات شتنبر 2009؟ أولا أود أن أشكر الموقع المتميز أريفينو الذي يقوم بتغطية جميع اللقاءات التواصلية التي تنظمها الأحزاب. في الحقيقة أريد أن أشير إلى أن الظرفية الراهنة هي من أصعب الفترات التي يعيشها المغرب الحديث، لأننا كنا نظن أنه مع تدشين مرحلة التناوب التي قادها الأخ المناضل عبد الرحمان اليوسفي قد قطعنا مع كل أشكال التدخل في المشهد السياسي، وكنا نظن كذلك أننا في مرحلة انتقالية لكن هذه المرحلة طال أمدها وولدت أحزاب من رحم وزارة الداخلية رفعت شعار إعادة الاعتبار للحقل السياسي باستقطاب نخب جديدة كانت ناقمة على الوضعية السياسية ولكن للأسف الاستقطاب كان لرؤساء الجماعات فلم يضف الوافد الجديد أي جديد وخير دليل على ذلك هو ما وقع في الحسيمة والناظور ووجدة. أما بالنسبة لحزب الإتحاد الإشتراكي فالحمد لله تغلبنا على أزمتنا من خلال الشوط الثاني للمؤتمر الثامن وقمنا بنقد ذاتي بينا فيه كل الأخطاء التي إرتكبناها من خلال التقرير التركيبي وكنا صرحاء مع أنفسنا ومع الشعب المغربي وفهمنا الدرس الذي لقنه لنا المواطنون في إنتخابات شتنبر 2007. لقد رفع حزبكم شعار الإصلاحات الدستورية ألا ترون أنها مجرد مزايدات إنتخابوية؟ إن المغرب يواجه أخطبوط الفساد في جميع الميادين، فهناك فساد أمني وإداري وقضائي وسياسي، ولن يتم القضاء على الفساد إلا بإصلاحات دستورية يتم فيها الفصل بين السلط يكون بموجبه للقضاء الإستقلالية التامة وتكون لمؤسسة الوزير الأول صلاحيات أوسع يستطيع بموجبها تعيين موظفين سامين. فهل يمكن أن نستوعب مثلا أن المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء المعين بظهير شريف ليس تحت سلطة وزير الطاقة والمعادن. وحزب الإتحاد الإشتراكي عندما اختار المطالبة بالإصلاحات الدستورية خلال مؤتمره الثامن أدرك جيدا أن المرحلة الانتقالية التي مر عليها 11 سنة يجب أن تكلل بجيل جديد من الإصلاحات وأعدكم أن إجتماع المكتب السياسي يوم الثلاثاء 28 أبريل 2009 سيحدد موعد تقديم وثيقة الإصلاحات لجلالة الملك. كيف ترون حظوظكم على الصعيد المحلي بإقليم الناظور؟ أظن أن المجهودات الجبارة التي قادها الأخ الكاتب الإقليمي عبد القادر طلحة ومجموعة من المناضلين الشرفاء على رأسهم الأخ عبد الرحمان أوشن لكفيلة بأن تترك بصمات واضحة خلال الاستحقاقات القادمة ونتمنى أن ننال الثقة. لقد جاء القانون الإنتخابي الجديد بمستجدات منحت المرأة تمثيلية داخل المجالس الجماعية فما هو حجم مشاركتكم؟ إن حزب الإتحاد الإشتراكي إلى جانب الأحزاب الوطنية الكبرى كان من المدافعين على ضرورة التمثيلية المشرفة للمرأة ولكن ماندعو إليه الآن أن تمنح للمرأة مهام التسيير داخل المكاتب، كما ندعو إلى ضرورة خلق دورات تكوينية لجعل المشاركة فاعلة وبالنسبة للإقليم فإن المرأة الإتحادية مما لاشك فيه ستكون ممثلة، والكتابة الإقليمية تتدارس الآن جميع الطلبات المعروضة عليها. كسؤال أخير لقد أثارت حملة شباط الأخيرة على شهيد الإتحاديين المهدي بنبركة ردود فعل متبايتنة فكيف تعلقون عليها؟ للأسف لقد أبان حميد شباط عن عدم سعة صدره لذا عليه أن يعيد أقسام الدراسة داخل الشبيبة الإستقلالية ولا أظن أن تصريحاته ستؤثر على العلاقة مع حزب الاستقلال. أما فيما يخص الشهيد المهدي بنبركة فليس حميد شباط بالمفكر ولا المؤرخ الذي سيشكك في وطنية رجل من طينة المهدي بنبركة.