تعتبر الأعياد الدينية فرصة للعديد من المشتغلين في مهن مختلفة لأخذ قسط من الراحة، وزيارة العائلة، واسترجاع الأنفاس لمعاودة العمل من جديد بعد يومين أو ثلاثة من العطلة المنتظرة. ورغم ذلك تبقى فئة من المهنبين سواء في الوظيفة العمومية أو الخواص مجبرين على العمل خلال يوم العيد، ما يجعلهم غير مستفيدين من العطلة على غرار العديد من المواطنين المستمتعين بالمناسبة في جو عائلي. نور الدين: لاعطلة حقيقية نور الدين سائق سيارة أجرة من الصنف الصغير بمدينة الناظور، أكد في تصريح لهسبريس أنه يشتغل يوم العيد لغاية ساعات متأخرة من اليوم، موردا أنه يكتفي بأداء صلاة العيد وزيارة أفراد العائلة المقربين، قبل أن يجلس أمام مقود السيارة، ويقوم بنقل المواطنين لوجهاتهم. وأضاف نور الدين "القائلون أننا نشتغل اليوم لمضاعفة المدخول مخطئون، لأن الحركة تكون قليلة، ما يقلل من الرواج، مشددا على أن المشغلين يفرضون عليهم الاشتغال خلال يوم العيد، و"بما أننا لا نملك حرية القرار فإننا نستجيب". عزيز: لا طعم لعيدنا عزيز سائق حافلة تربط بين الناظوروالرباط، يشدد على أنه ظل لسنوات يحتفل بعيد الفطر وعيد الأضحى بعيدا عن بيت أسرته، موردا أن رحلاته تتصادف مع توجهه صوب الرباط، ما يفرض عليه قضاء العيد وحيدا، وأضاف "أقضي أغلب اليوم في النوم لأكون جاهزا لنقل المسافرين صوب الناظور خلال المساء". واعتبر عزيز أن ظروف اشتغاله تحتم عليه العمل خلال أيام الأعياد، وزاد "لو كان الأمر بيدي لكنت مع ابنائي وأسرتي يوم العيد، لكن قدرنا أن نكون أجراء ملزمين باحترام مواعيد عملنا". حسن: أحب العمل يوم العيد أما حسن النادل بمقهى وسط المدينة، يؤكد لهسبريس أنه يختار طوعا العمل خلال يوم العيد، ويزيد "اشتغل خلال الفترة الزوالية بعد أن أكون قد أديت صلاة العيد بالمصلى، وقمت بزيارة أفراد أسرتي لأبارك لهم العيد". ويشدد حسن على أنه لا يجد ما يفعله بعد أن يتناول وجبة الغذاء، مؤكدا أنه أخذ ما يكفيه من الراحة طيلة شهر رمضان، حيث يشتغل لأيام قليلة، قبل أن يأخذ إجازة خلال ال15 يوم الأخيرة، "ما يجعلنا مستعدا للعمل بحيوية ونشاط". عيسى: الخبز صْعِيب من جهته يؤكد عيسى الخباز بفرن تقليدي، أن مشغله يفرض عليه الالتحاق بالعمل خلال الساعات الأولى من فجر العيد، حيث يشتغل لحدود الحادية عشر والنصف صباحا ليغادر صوب بيته، مقرا أن الأمر لو كان بيده لما غادر منزله خلال يوم العيد، "لاشي يعوض إفطار العيد وسط الأبناء والعائلة، لكن ما باليد حلية، الخبز صعيب" يقول عيسى لهسبريس. هم مهنيون اختاروا طوعا أو أجبروا على العمل خلال يوم العيد، ما يحرمهم من الاستمتاع بفرحة المناسبة، بينهم الشرطي والدركي والعسكري وعامل النظافة وموظف السجن وغيرهم ممن تفرض عليهم المهنة أن لايغادروا أماكن اشتغالهم خلال أيام تعيش المدن الركود والسكون، قبل أن تعود الأمور لطبيعتها بعد يومين أو ثلاثة.