رغم المحاولات الحثيثة والمتكررة لفعاليات المجتمع المدني – المنتمين لساكنة تجزئة العمران بسلوان تحديدا- الهادفة إلى إشعار السلطات المسؤولة محليا بأهمية وضرورة التدخل العاجل، لإيقاف عملية تثبيت لاقط هوائي ثان، تم وضع أجزاء رئيسة منه ليلا مطلع الأسبوع الماضي بأسطح أحد المنازل المقابلة لبوابة الكلية المتعددة التخصصات، فإن الساكنة تفاجأت مؤخرا بتثبيت لاقط هوائي ثالث بنفس الطريقة وبنفس التوقيت والملابسات التي ثبت بها سابقه، وفي موقع متاخم لدار الطالبة وللكلية عينها. الشيء الذي زاد من غضب الساكنة أمام ذهول الطلبة القاطنين العائدين بدورهم لاجتياز امتحاناتهم مطلع الأسبوع المقبل، والذين عبرت شريحة واسعة منهم عن سخطهم من عملية استهداف الحي الجامعي بهذه الأجهزة الخطيرة، ورفضهم القاطع أي مساومة بصحة المواطنين لصالح لوبيات شركات الاتصالات الباحثة عن تخفيض كلفة نفقاتها التقنية لتوسيع أرباحها، ضاربة عرض الحائط كل معايير السلامة الدولية للوقاية من خطر هذه الأجهزة الفتاكة التي أثبتت تقارير منظمة الصحة العالمية ارتفاعا واضحا في عدد الإصابة بداء السرطان لدى سكان البنايات المتاخمة لهذه "اللواقط الهوائية اللعينة". وأمام هذه الممارسات الاستفزازية اللامسؤولة والتي يغض الطرف عنها المسؤولون المحليون، متجاهلين كل الشكايات الكتابية والشفهية والتدخلات الاستباقية لاحتواء المشكل، نظرا للخصوصيات الجيو- استراتيجية والمتعددة الأبعاد للمنطقة المستهدفة بهذه الفطريات التي أصبحت تنبت ليلا على أسطح منازل متاخمة للحرم الجامعي، وفي ظل تعنت السيد باشا المدينة الذي أصر على تبني موقف سلبي ومتخاذل، متملصا من أداء مهامه الإدارية والتواصلية، فإن الساكنة أفرادا وهيئات مدنية وجمعوية وسياسية ونقابية تشجب تماطل السيد الباشا في أداء دوره في حل مثل هذه المشاكل التي تهدد السلامة الصحية للمواطنين التابعين لدائرة اختصاصه، وتحث السيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم على التدخل الفوري لإيقاف صفقة المتاجرة بصحة المواطنين وفتح تحقيق في الموضوع للكشف عن الجهات المتورطة في الترخيص بزرع هذه اللواقط الهوائية بطريقة عشوائية وغير قانونية ،مؤكدة على أهمية احتواء المشكل قبل أن يتطور إلى أشكال احتجاجية مشروعة قد تلجأ لها الساكنة في حال الاستمرار في تجاهل نداءاتها المتكررة والمعقولة. وأنها ترفض رفضا مطلقا أي صفقة تجارية على حساب صحة مواطني المنطقة الأكثر إصابة بداء السرطان على المستوى الوطني، والتي تفتقر حتى لمركز أونكلوجي يعالج المصابين بهذا الداء الخبيث.