من الحي الحسني بالبيضاء إلى فاس، ثم منطقة العروي فالناظور ومولاي يعقوب، تتبعت مصالح الأمن بالحي الحسني بالبيضاء، خطوات أفراد عصابة تتزعمها فتاة شقراء تبلغ من العمر 26 سنة، شاركت قبل أسبوعين في جريمة استدارج شخص من عين الذئاب إلى حي فرح السلام موهمة إياه أنها تملك شقة هناك، قبل أن تقدمه إلى زميليها، ليكبلوه في سطح عمارة ويسلبوه ما بحوزته ويستولوا على سيارته ويلوذوا بالفرار. لم تكن هذه هي الجريمة الوحيدة، التي ارتكبتها زعيمة العصابة الملقبة ب«الشهبة»، والتي أحيلت صباح أمس (الاثنين) على الوكيل العام لدى استئنافية فاس، رفقة زميليها في درب الجريمة، بل انتهت الأبحاث المجراة منذ الجمعة الماضي، تاريخ إيقافهم، إلى أنها ارتكبت ثماني عمليات إجرامية بمنطقة آنفا، وبعد هروبها من البيضاء إثر نشر مذكرة بحث عنها وصديقيها بعد جريمة حي فرح السلام، فرت إلى فاس على متن السيارة المسروقة نفسها، حيث ارتكب أفراد العصابة طيلة مدة ملاحقتهم سبع عمليات إجرامية تمثلت في السرقة، إذ كانوا يختارون الضحايا، ويتوقفون بمحاذاتهم قبل مباغتتهم وسلبهم ما بحوزتهم، لتبلغ عدد الجرائم المرتكبة من قبل أفراد العصابة 16 جريمة، بما فيها تلك التي تحقق فيها مصالح أمن الحي الحسني. وأفادت مصادر متطابقة، أن الوكيل العام لدى استئنافية فاس قرر إحالة المتهمين الموقوفين بنفوذه الترابي على قضاء فاس، قبل نقلهم إلى البيضاء للتحقيق معهم في جناية الاختطاف والاحتجاز وسرقة السيارة، إضافة إلى الجرائم السبعة الأخرى التي ارتكبوها في قطاع أمن آنفا. ومنذ تفجير قضية وجود شقراء تستدرج الضحايا، لأفراد عصابة، والتي كانت «الصباح» أول من تناولتها، عمد أفراد العصابة إلى الفرار إلى فاس، كما غيرت المتهمة لون شعرها للبقاء بعيدا عن الشبهات، سيما أنها كانت تدرك أن الشرطة تلاحقها وأن مذكرة بحث سجلت في حقها وصديقيها، وتمكنت مصالح الشرطة القضائية للحي الحسني من تحديد مكان وجود العصابة لتلاحقها بفاس، إلا أن أفرادها فطنوا للملاحقة فقرروا الفرار إلى الناظور لبيع السيارة والتخلص منها، لكنهم لم يفلحوا في ذلك فتوجهوا إلى منطقة العروي للغرض نفسه، إلا أن النتيجة كانت دون جدوى، وتحت الضغط النفسي الذي سببته لهم الملاحقة قرروا العودة إلى مولاي يعقوب، حيث ظلوا يتنقلون بين هذه المنطقة وفاس، ليرتكبوا جرائم أخرى، قبل أن يسقطوا في قبضة المصالح الأمنية بفاس إثر ارتكابهم حادثة سير. وتبين أن زعيمة العصابة الشقراء حامل من خليلها الموقوف، ليتتم إحالة الجميع على مصالح الشرطة القضائية والتنسيق بين النيابة العامة لفاس ونظيرتها بالبيضاء، على أن يتم عرض المتهمين بعد الاستماع إليهم على الوكيل العام بفاس، قبل نقلهم إلى البيضاء لمحاكمتهم بما اقترفوه من جنايات. وانتهت التحقيقات إلى أن الفتاة تتحدر من المدينة القديمة بالبيضاء فيما يتحدر مشاركاها من فاس، وتربطها علاقة غير شرعية بأحدهما. المصطفى صفر