لا تزال معركة كسر العظم عبر البيانات و البيانات المضادة، و الاجتماعات التضامنية و الاجتماعات المضادة، تثير غيمة سوداء على اعدادية محمد الفاسي بازغنغان. الخلافات بين جمعية الآباء، التي يترئسها الباحث في مجال التاريخ، و حارس عام داخلي ثانوية اركمان عبد الوهاب البرومي من جهة و مدير اعدادية الفاسي و معه جمعية المديرين من جهة اخرى، جاءت اثر اكتشاف ما تم وصفه ب"مروج" صغير للقرقوبي بالاعدادية ثم استدعاء المدير لامن ازغنغان للبحث معه و هو الامر الذي لم يرض أب التلميذ و معه جمعية الاباء و فجأة تحول اجتماع للتفاهم بين الطرفين الى معركة كلامية و خرجت القضية من دهاليز الاعدادية الى صفحات الاعلام و تحولت مع مرور الوقت الى ما يشبه اختبار قوة بين سلطة المدير و صلاحيات جمعيات الآباء في المؤسسات التعليمية بالناظور. هاته المعركة، التي يظهر لكل متابع متزن ان استمرارها فيه خسارة لجميع اطرافها، تسلط الضوء مرة اخرى على ظاهرة خطيرة بمؤسساتنا التعليمية و هي ظاهرة انتشار "القرقوبي" و رغم تأكيد جمعية الاباء أن الامر يتعلق ب"مسكن آلام" كان يحمله التلميذ لاحدى قريباته فإن مصادر محايدة تتابع الموضوع عن قرب تؤكد أن "المسكن" لا يخبأ في الجوارب، و ان معلومات مؤكدة وصلت للمدير هي ما دفعته لتفتيش هذا التلميذ خصوصا و ان الامن وقف على الواقعة و أثبت ان الامر يتعلق بمخدر على عكس ما ورد ببيان جمعية الأباء. من جهة اخرى تؤكد نفس المصادر ، ان مدير الاعدادية حال توليه مسؤوليتها، وجدها في حالة فوضى كارثية لدرجة ان بعض التلاميذ كانوا يتبادلون اقداح الخمر في الساحة، مما اضطره لاستعمال الحزم و الصرامة لاعادة الامور الى نصابها. و لكن هذا لا ينفي، ان بعض الصرامة المفرطة و كذا معالجة الموضوع أمنيا بدل استعمال الوسائل التربوية خاصة و ان الامر يتعلق بتلميذ قاصر، أخرجت الملف من إطاره، فيما يبدو ان رئيس مفوضية امن ازغنغان كان اكثر حكمة و رغم تحريره محضرا في الموضوع فإنه فضل مقاربة الموضوع تربويا و عدم الزج بالتلميذ القاصر في متاهة تهم ثقيلة كترويج المخدرات و هي التهمة التي تكفي لو تم تأكيدها بتضييع مستقبله الدراسي الى الابد. المصادر المحايدة تدعو للوصول الى خلاصة في مصلحة الجميع، اولا، الاتفاق على ان مصلحة الثانوية و سير الامور بها فوق كل اعتبار، ثانيا، الا تتحول جمعية الآباء من مدافع عن مصلحة التلاميذ التربوية الى مدافع عن التلاميذ مهما فعلوا و مهما اخطؤوا، ثالثا، أن تسعى ادارة المؤسسة الى استعمال المزيد من الحكمة و التبصر و تفضيل المقاربات التربوية لمعالجة الأخطاء التي تقع بها و عدم الاستعانة بالامن الا في الحالات المستعصية، و في هكذا حالة كان يجب على المدير و جمعية الآباء الاجتماع للاتفاق على طريقة لحل المشكلة لا تعقيدها عبر التشبث بمواقف فيها من العنترية ما هو اكثر من المقاربة التربوية. و بالتالي فإن المتابع القريب، يدعو لصيغة تصالحية بين الطرفين تضع الخلافات جانبا و تقيم مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار. بيان تضامني من جمعية المديرين بالناظور بيان جمعية آباء اعدادية محمد الفاسي