في دليل آخر جديد على التحريف والتزييف الإعلامي ونشر الكذب والإشاعات الذي دأبت عليه وسائل الإعلام الإسبانية في تعاملها مع المغرب وقضاياه، وبالخصوص قضية وحدته الترابية، لجأت القناة التلفزيونية “أنتينا 3″ إلى بث صورة من الأرشيف لجثث أربعة قتلى زاعمة أنهم ضحايا لأعمال الشغب في العيون. كما قامت هذه القناة “المهنية جدا” بشكل متحامل وبحقد دفين، ببث شريطها من الصور المزيفة على موقعها الإلكتروني، وذيلته بتعاليق وعناوين بارزة من قبيل “صور التقطت بالهاتف تؤكد العنف الذي مارسته القوات المغربية بالعيون” أو ادعاؤها، بشكل مجانب للصواب، بأن “المعتقلين يفوقون ال`2000″. والواقع أن هذه الصور التي بثتها هذه القناة سبق وأن نشرتها صحف مغربية عدة، وتتعلق بجريمة قتل بشعة ارتكبت قبل أشهر بالدارالبيضاء. ولم تجد القناة التلفزية الإسبانية من تبرير لبث هذه الصور المزيفة والملفقة سوى الادعاء بعدم تمكنها من تغطية هذه الأحداث التي وصفتها ب`”العنيفة”. وادعت “أنتينا 3″ أن العديد من الصور الملتقطة من قبل “مجهولين تؤكد العنف الذي يمارسه الجيش المغربي بمدينة العيون” هذا مع أن الجميع يعلم بأن القوات المسلحة الملكية لم تتدخل لتحرير مواطنين احتجزتهم عناصر إجرامية بمخيم العيون ضدا على إرادتهم بعد أن لبت السلطات مطالبهم الاجتماعية. لكن القناة التلفزية الإسبانية لم تتحدث قط عن مقتل العديد من أفراد قوات الأمن المغربية على يد مجرمين مسخرين من قبل جهات أجنبية لإحداث الفوضى والقلاقل وفق أجندة سياسية معلومة إلى ذلك أعربت أسرة مغربية عن إدانتها لبث قناة (أنتينا 3) الإسبانية لصورة جريمة قتل كان قد تعرض لها مؤخرا بعض أفرادها، على شاشاتها كجرائم مزعومة وقعت خلال أحداث الشغب التي شهدتها مدينة العيون، مؤكدة عزمها اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد هذه القناة. ونفى رب هذه الأسرة، في تصريح للقناة التلفزية الأولى بثته في نشرتها المسائية أول أمس السبت، وجود أي علاقة لهذه الصورة التي نشرتها قناة (أنتينا 3) الإسبانية بأحداث العيون، معربا عن إدانته لهذا السلوك الكاذب واللا أخلاقي. كما أعربت هذه الأسرة عن عزمها اتخاذ كافة الإجراءت القانونية ضد هذه القناة الإسبانية التي أساءت إليها من خلال نشر صورة فلذات أكبادها بحثا عن سبق صحفي ينافي كل أخلاقيات مهنة الصحافة، ويسعى إلى نشر معلومات خاطئة عن حقيقة الأوضاع بالأقاليم الجنوبية للمملكة. من جهته، أكد صاحب الصورة التي وظفتها قناة (أنتينا 3)، وهو صحفي مصور بيومية (الأحداث المغربية)، في تصريح مماثل، عن استغرابه للاستغلال اللاأخلاقي لهذه الصورة التي التقطها خلال تغطيته لجريمة قتل وقعت خلال يناير الماضي بحي سيدي مومن بالدارالبيضاء، مؤكدا أن هذه الصورة نشرت على صفحات الجريدة في 29 يناير ماضي. وأعرب، في هذا السياق، عن إدانته القوية لهذا السلوك الكاذب الذي لا يمت للعمل الصحفي بصلة، والذي يرمي إلى تضليل الرأي العام الدولي. وكان خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد أعرب، في تصريح صحفي أول أمس، بحضور عدد من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية، عن استنكار الحكومة المغربية للسلوك اللامسؤول الذي أقدمت عليه عدة منابر إعلامية إسبانية، خلال تغطيتها للأحداث والأخبار المتعلقة بالمغرب، وهو السلوك الذي دأبت عليه هذه المنابر منذ فترة طويلة، وخاصة عند تناول قضية الوحدة الترابية للمملكة. وأشار إلى أن “هذا السلوك المتحامل، هو نفسه الذي لجأت إليه القناة الإسبانية (أنتينا 3)، التي لم تكتف بعرض الصورة المذكورة، وإنما استغلت، بطريقة مخجلة، صورا لجريمة شنعاء معروفة من جرائم الحق العام، كانت قد وقعت بمدينة الدارالبيضاء بتاريخ 26 يناير 2010، وقدمتها على شاشتها كجرائم مزعومة اقترفت في مناطقنا الصحراوية”.