انتقلت عدوى اقتحام السياج الحدودي بين الناظور ومليلية إلى المهاجرين السوريين، بعد أن حاولت حوالي 60 أسرة سورية العبور بالقوة إلى مليلية المحتلة، أخيرا، قبل أن تتدخل عناصر أمنية مغربية لتفريقهم، وإبعادهم عن السياج، وإغلاق بوابة معبر بني انصار بالناظور في وجوههم. وجاءت محاولة المهاجرين السوريين، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة بعد انتقال نشطاء حقوقيين إسبان إلى المنطقة، حيث أبدعوا شكلا احتجاجيا جديدا، عبر تسلق السياج، وهم يرتدون ملابس بهلوانات، قبل أن يفاجئوا الجميع بالوقوف أمام السياج عراة، مستنكرين ما يتعرض له المهاجرون من تنكيل، ومنع من العبور إلى مليلية. وحركت هذه الحركة الاحتجاجية جموع المهاجرين السوريين، الذين انتقلوا إلى السياج، ورابضوا بالقرب منه، قبل أن يحاولوا اقتحام البوابة الرئيسية وسط ذهول المسافرين، إذ اعتبر المهاجرون، حسب ما نقلته مصادر مطلعة، أن من حقهم لاجئي حرب أن يدخلوا إلى أي منطقة يشعرون فيها بالأمان، وأن من واجب الدولة المغربية فتح البوابة أمامهم للمغادرة كما فتحت أمامهم الحدود للدخول. ومن ضمن المهاجرين أنفسهم، تقول المصادر ذاتها، من أقام في الناظور لأزيد من سنة، وتقدم بطلبات رسمية للحصول على بطائق الإقامة، غير أن ظروف معيشتهم في المدينة لم تشجعهم على البقاء، خاصة أن أغلبهم لا يفلح في العثور على فرصة عمل، ومنهم من يؤكد أنه يرغب في الالتحاق بعائلاتهم المقيمة في مجموعة من الدول الأوربية، وأن السبيل الوحيد إلى ذلك هو معبر مليلية. واعتبر السوريون، بعد أن واجهتهم السلطات الأمنية المغربية بحزم، أن الأخيرة انتهكت حقوقهم، ملحين، تقول المصادر ذاتها، على أن مجموعة من الاتفاقيات الدولية، ضمنها التي وقع عليها المغرب، تشرعن لهم التنقل بحرية باعتبارهم لاجئي حرب. وأصر اللاجئون على أن السلطات الإسبانية ستسمح لهم بالدخول، إذا منحتهم السلطات المغربية فرصة الدخول عبر بوابة بني انصار بالناظور، غير أن العناصر الأمنية في المعبر الحدودي تلقت أوامر صارمة بردعهم وبإغلاق البوابة، وإفشال أي محاولة لاقتحام السياج. ضحى زين الدين