فجَّرت نجيمة غزالي طاي طاي، كاتبة الدولة السابقة المكلفة بمحاربة الأمية والتربية غير النظامية، وعضو فريق التجمع الدستوري في مجلس النواب و المستشارة عن الحزب ذاته بالمجلس الجماعي لبني بويفرور بالناظور، «قنبلة» من العيار الثقيل في وجه الوفد المغربي المشارك في الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط التي انعقدت في الرباط أيام 28، 29 و30 أكتوبر الأخير. ووفق مصادر برلمانية، فإن الوفد المغربي فوجئ بترحيب كاتبة الدولة السابقة، في بداية تدخلها خلال جلسة النقاشات العامة، يوم السبت الماضي، بالوفد الإسرائيلي المشارك في الدورة بالقول إن «المغرب يرحب بالإخوان الإسرائيليين». وأشارت المصادر ذاتُها إلى أن وقع المفاجأة كان كبيرا على أعضاء الوفد المغربي المتكون من 6 نواب ومستشارين يمثلون غرفتي البرلمان، خاصة أن «هذا الترحيب» كان «خارج السياق».. واستنادا إلى نفس المصادر، فإن تدخل النائبة التجمعية أثار نقاشا في صفوف الشعبة المغربية. وقد وجد الترحيب بالوفد الإسرائيلي صدى طيبا لدى مجلي وهبة، عضو الكنيست، الذي طلب مباشرة بعد إنهاء طاي طاي تدخلَها، الكلمة ليشير إلى أن بلاده كانت قد جمّدت عضويتَها في الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط منذ سنة 2006، إلا أنه «حينما تحدد أن الدورة الخامسة للجمعية ستعقد في المغرب، قررنا المشاركة»… وأشار وهبة، الذي ترأس الوفد، بسبب غياب رؤوف ريفلين، رئيس الكنيست، عن جلسة المناقشات العامة، بسبب عطلة يوم السبت عند اليهود، إلى أن ما سمعه من كلام أثناء تدخل عضو الوفد المغربي «يجعلنا مطمئنين». وبينما وصف عضو في الوفد المغربي، طلب عدم ذكر اسمه، ما صدر عن طاي طاي بمجرد «زلة لسان لا تستدعي أن تُنصَب لها المشانق»، اعتبر مصدر برلماني ما وقع دليلا على «غياب التنسيق» بين مكونات الشعبة المغربية، مشيرا، من جهة أخرى، إلى أنه لوحظ خلال التحضير للدورة الخامسة للجمعية البرلمانية «تغييب شبه كلي وإقصاء لمجلس المستشارين، الذي كان آخر من تم إخباره واستدعاؤه». وقالت كاتبة الدولة السابقة، في اتصال مع «المساء»، إنها رحبت في كلمتها بجميع الضيوف المشاركين في الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية وتمنت لهم إقامة طيبة، ولم تسم الوفد الإسرائيلي بالاسم، مشيرة إلى أنها أكدت خلال الكلمة التي ألقتها أن «الدورة الخامسة تميزت بحدث تاريخي تمثَّل في وجود حوار بين ممثلي فلسطين وإسرائيل، وهو حوار تميَّز بنوع من الحكمة والرزانة، كما شهدت تعبير كلا الوفدين عن الرغبة الملحة في السلام»، ومؤكدة أن «المغرب بلد يجمع الشعوب والثقافات والديانات ويرمز إلى المحبة والسلام.. وأننا سعداء بوجود هذا الحوار، خاصة أننا كممثلين للأمة، قادرون على حل المشاكل التي يستعصي حلها على الحكومات». من جهة أخرى، كشفت مصادر برلمانية أن الوفد الإسرائيلي عاش ما يشبه العزلة، صباح يوم الجمعة الماضية، أثناء افتتاح أشغال الجمعية، حيث شوهد رئيس الكنيست جالسا وحيدا في القاعة المغربية في مجلس النواب، محاطا بحراسه، بعد أن تحاشت الوفود العربية المشاركة، ومن ضمنها الوفد المغربي، لقاءه. وأشارت المصادر إلى أن ريفلين كان ينتظر أن يحظى باستقبال من قِبَل الاتحادي عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، إلا أن هذا الأخير أجهض «حلمه»، بعد أن تعمَّد الحضور متأخرا إلى مكان انعقاد الدورة. إلى ذلك، كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن وفد الكنيست هدد بالانسحاب من المؤتمر، بعد أن تبيَّن له أن الأوربيين لا يؤيدون انتخاب وهبة نائبا لرئيس الجمعية، مشيرة إلى أن ريفلين أكد خلال لقاء عقده مع رئيس المؤتمر المنتهية ولايته، الفرنسي رودي سال، نصف ساعة قبل التصويت، أنه «ينبغي أن يكون وهبة نائبا للرئيس وإلا فإن إسرائيل ستدرس أمر الانسحاب نهائياً من المؤتمر». وإلى جانب وهبة، تم انتخاب تيسير قبعة، رئيس الوفد الفلسطيني، نائبا لرئيس الجمعية، الذي أكد عقب انتخابه أن الموقف الفلسطيني الثابت يرفض الحوار والمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، في ظل استمرار الاستيطان، ردا على بعض مداخلات أعضاء الجمعية التي قالت إن «إنجاز» هذه الدورة كان هو مشاركة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أعمالها وإن كلا منهما استطاع أن يلقي كلمة ويوضح من خلالها مواقفه.