لماذا قرر ياسين المنصوري، رئيس مديرية الدراسات والمستندات «لادجيد» طرد الرأس الثاني فى القنصلية الإسبانية بالناظور؟ الجواب على لسآن المطلعين على خبايا القرار المغربي هو: “أنه ارتكب أخطاء كبيرة بالناظور و تجاوز صلاحياته الدبلوماسية والاستحباراتية”، لكن يبقى السؤال قائما، ماهو هذا .الخطأ الفادح الذي دفع جهاز ياسين المنصوري إلى طلب إعفاء هذا الجاسوس “النشيط” ، كما يصفه فاعلون جمعويون وصحفيون بالمدينة، في “أقرب وقت” كما تقول “النوطة” التي توصل بها المركز الاستخباراتي الإسباني من نظيره المغربي، وما هي الصلاحيات التي تجاوزها هذا العميل الإسباني؟ حسب مصادر إسبانية مطلعة فسيناريو طرد رئيس مكتب المخابرات الإسباني يتراوح بين ثلاثة احتمالات: الأول هو الذي كتب على صفحة يومية «إلباييس»، ومفاده أن طرد الرباط للجاسوس الإسباني جاء بعد اشتباه «لادجيد» فى أنه مول نشاطات شكيب الخياري، المتهم بأنه ‘تلقى اموالا من الخارج لشن حملة تهدف الى تشويه صورة جهود السلطات المغربية لمكافحة تهريب المخدرات كما أوضحت الجريدة أن مصدرا مأذونا له في مركز الاستخبارات الإسباني (الاستخبارات الاسبانية) نفى دفع أية أموال للناشط المغربى، وهو ما أكده بعض أبناء مدينة الناظور القريبين من شكيب الخياري مؤكدين: أن هذا غير ممكن والدليل هو أن والدته اشترت له سروالا وقميصا صوفيا يوما واحدا قبل اعتقاله، وهو لا يملك أي بيت و يسكن مع والديه فى منزل كراء يدفعون مقابله 2000 درهم في الشهر. السيناريو الثاني لطرد ألجاسوس الإسباني جاء على لسان بعض الناشطين الجمعويين بألمدينة، الذين نفوا أيضا قصة التمويل، ولكنهم أكدو أن الجاسوس الإسباني كان نشيطا جدا و يعرف أغلب الفاعلين الجمعويين بالمدينة والصحفيين وينظم لقاءات معهم، و يوضح أصحاب هذا السيناريو أن علاقة مدير مكتب المخابرات الإسباني بالناظور بأحد الصحف المحلية بالمدينة التى يعرف الجميع أنها تكتب مقالاتها تحت الطلب لتصفية الحسابات سواء من جانب المغرب أو من جانب إسبانيا. هى التى أنهت مهمة الرجل بالناظور، خصوصا أن المخبر المطرود كانت له إغراءاته التي يقدمها للحصول على المعلومات بحيث كان يربط علاقات كثيرة من خلال مساعدة بعض الشخصيات في المدينة من أجل الحصول على الفيزا. السيناريو الثالث والأقرب، والذي أكدث مصادر إسبانية «أخبار اليوم»، هو ألتالي: «طرد مدير مكتب المخابرات الإسباني بالناظور كان رسالة مشفرة الى القنصل الإسباني بالناظور». في هذا الصدد توضح المصادر نفسها: أن هذا القنصل عين حديثا وهو جد نشيط و منفتح ونظم العديد من اللقاءات مع نشطاء محليين، وهو ما أزعج رجال المخابرات المغاربة» ويضيف المصدر أن القنصل الجديد له علاقإت “جيدة جدا” مع غرفة التجارة الإسبانية والسفارة الإسبانية بالمغرب ، وحتى مع الأجهزة الاستخباراتية المغربية «لكن نشاطاته وتحركاته صارت تقلق وما دامت المخابرات المغربية لا تستطيع طرد القنصل الإسباني فقد أسقطت الرأس الثاني بالقنصلية الإسبانية». رسالة ياسين المنصوري المشفرة إلى القنصل الإسباني بالناظور نفذت بسرعة الضوء ففى يوم الأربعاء 04/03/2009 سيتوصل رئيس مكتب المخابرات الإسباني من مسؤوليه بالعاصمة مدريد بالرسالة التالية: “غادر البلاد في أسرع وقت ممكن. وقبل أن تغادر توقف عن إرسال أية معلومات من البلد”. خبر الطرد المغربي نزل كالصاعقة على المعني و على مسؤولي قنصلية الناظور، حيث لم يكن للرجل الوقت إلا لجمع حقيبة سفره و الرحيل في الساعات الموالية، هو الذي كان يود أن يمدد إقامته في المغرب لثلاثة اشهر قبل عودته الى مدريد، في انتظار أن ينهي أطفاله سنتهم الدراسية، لكن جواب المخابرات الإسبانية كان حاسما “غير لك بذلك، طلب المغاربة مستعجل”. و كشفت يومية «إلباييس». أن كل السيناريوهات واردة والسيناريو الثالث يبقى هو الأقوى لكن الأساسي في كل ماحدث هو التأكيد على الوجود القوي لرجال المخابرات الإسبانية في الشمال المغربي، الكلام لمصدر إسباني مطلع، والذي أضاف «أخبار اليوم» موضحا: «هناك مكتب استخباراتى دائم في القنصلية الإسبانية بالناظور نشيط جدا»، وهو ما أكده أحد رجال المديرية العامة للدراسات والمستندات بلغة أخرى قائلا: «المخابرات الإسبانية تخترق الشمال المغربي بشكل واسع»، ودلائل المصدرين على ذلك هي نفسها: حملة المخدرات في الناظور كانت ورائها المخابرات الإسبانية، بشكل أو بأخر، اعتقال عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور كان أيضا وراءه المخابرات الإسبانية بشكل أو بآخر، دون إغفال قصة الحاج أمل، عميل المخابرات المغربي الذي فر إلى سبتة، بعد أن اكشفت أنه لم يكن يعمل فقط لصالح الأجهزة المغربية ولكن أيضا للإسبان، وقيل آنذاك أن الإسبان سهلوا له عملية الهروب. وكما نشرت يومية «إلباييس» فالمغرب هو البلد الذي ينشط فيه الجهاز الاستخباراتى الإسباني بقوة و يكرس له المزيد من الجهود: إذ هناك فريق صغير في الرباط وعملاء، بالإضافة الى ستة أخرين ملحقين بالقنصليات الإسبانية بالمملكة و شبكة كبيرة من المخبرين المحليين، يراقبون ويتتبعون أساسا الحركات الاسلامية الراديكالية و المعتدلة حسب نفس اليومية. فؤد مدني / أخبار اليوم