أجهز عليها قبل أن يشنقها وبشاعة الجريمة هزت الناظور أمر الوكيل العام لدى استئنافية الناظور، نهاية الأسبوع الماضي، بوضع متهم قتل أمه بطريقة وحشية وطمرها تحت التراب، رهن الحراسة النظرية، بعد إيقافه من قبل الدرك الملكي لمنطقة الدريوش. واعترف المتهم بتفاصيل الواقعة التي أجهز فيها على والدته، محددا الأسباب في امتناعها عن مده بالأموال، التي طلبها منها، كما أفصح أنه أشبعها ضربا قبل أن يقرر قتلها بخنقها ثم إخراجها من المنزل لدفنها في مكان خلاء. وأحيل المشتبه فيه على قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها، والذي أمر بإيداعه السجن المحلي من أجل تهمة القتل العمد في حق الأصول، بعدما اعترف أمامه بتهشيم رأس والدته بقضيب حديدي وحاول طمس معالم الجريمة عن طريق ردم جثتها تحت التراب. ووفق معطيات «الصباح» أقر الموقوف بكل تلقائية بالمنسوب إليه أمام الضابطة القضائية، والوكيل العام، وجدد اعترافه أمام قاضي التحقيق بتوجيه عدة ضربات قوية إلى رأس والدته المسنة، قبل خنقها بحبل، غير آبه باستعطافها له، ولا بالدماء التي نزفت منها بعد أن تحولت إلى جثة هامدة على الأرض. وكشفت المصادر ذاتها أن المتهم في العشرينات من عمره، بدا عاديا لحظة اعتقاله من قبل عناصر الدرك الملكي، إذ باغت الضابطة القضائية بتصريحاته التلقائية لتنتقل برفقته إلى مقر اقتراف الجريمة بأحد دواوير بلدة «أزراف» التابعة لإقليم الدريوش، لتستخرج بعد ذلك جثة والدته من تحت أكوام التراب. والمثير في القضية، تضيف مصادر «الصباح» أن المتهم «م.ب» عكس ما تم الترويج له لم يكن يعاني أي أمراض نفسية ولا يشكو من اضطرابات سلوكية، وسرد على أسماع المحققين تفاصيل الواقعة دون أي شعور بالذنب، إذ أكد أنه بعد ارتكاب الجريمة تخلص من الجثة، قبل أن يعود إلى المنزل ليخبر والده كأنه لم يقترف جريمة بالبشاعة سالفة الذكر. ونجحت عناصر الدرك الملكي في إفشال محاولة المتهم الفرار بعدما انتقلت على وجه السرعة إلى الدوار، ووجهت له الضابطة القضائية تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في حق أحد الأصول وإخفاء معالم الجريمة وانتهاك حرمة الجثة وإخفائها، وبعد انتهاء الأبحاث التمهيدية واستنطاقه من قبل ممثل النيابة العامة في المنسوب إليه أحاله على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه السجن الاحتياطي. واستنادا إلى مصادر «الصباح»، كشفت المعاينة التي أجريت على الجثة أن الضحية تعرضت إلى جروح بالغة الخطورة على رأسها وكدمات ورضوض في أماكن مختلفة من جسدها، وسارعت عناصر الدرك تحت إشراف ممثل النيابة العامة، إلى الاستماع إلى زوج الضحية وبعض أفراد أسرته لرسم صورة حقيقية عن المتهم وتحديد دوافعه بدقة. واستنتجت التحريات التي قامت بها الضابطة القضائية غياب أي دوافع أخرى خارج رغبة الجاني الجامحة في الحصول على أموال من والدته، ودخولهما في خلاف بعد رفض الأخيرة الإذعان لطلباته المتكررة، وبعد التنكيل بجثتها بطريقة وحشية قام بطمرها بدم بارد بعيدا عن المنزل. عبد الحكيم السباعي (الناظور) تعليق