/خاص: حسن المرابط تطرق ذ محمد بونيس خطيب مسجد الحي العسكري بالناظور في الجمعة الاخيرة لموضوع الفيديو الاباحي الذي يبدو انه شغل فئات من الناظوريين خلال الايام الماضية. و خلال مقاربته لهذا الموضوع هاجم ذ.بونيس المواقع التي نشرت خبر الفيديو او صورا منه متهما اياها بنشر الفاحشة و استغل الفرصة ليوجه سهام النقد للمواقع المحلية التي أصبحت بدون مصداقية بعد ان دخلها كل من هب و دب. "شاهد المقطع اسفله" و يبدو من خلال بعض ردود الفعل أن هناك من لم يستسغ كلمات ذ.بونيس ممن يهمهم الامر، و لكن هذه المبادرة في الحقيقة فرصة مناسبة لوضع النقط على بعض الحروف. 1 أن مبادرة الخطيب بمناقشة هذه الحادثة أثناء خطبة الجمعة، هي مبادرة مستحسنة فما أحوج الجميع لخطباء يتدارسون أحداث الساعة و ما يشغل الناس في حياتهم كل يوم. 2 أن الخطيب لم يخطأ حين قال ان الاعلام الالكتروني اصبح مطية لكل من هب و دب فهذا امر نقوله نحن اهل الاعلام، و يعود ذلك بالأساس للفراغ القانوني الذي نرجو ان يملأه قانون الصحافة الذي سيصدر قريبا و الذي يخصص تدابير تبدو لا بأس بها لتنظيم هذا القطاع، ثم للنسيج المجتمعي للمنطقة، فكبار خبراء الاعلام يؤكدون ان اي اعلام ليس الا مرآة تعكس مجتمعه، و بالتالي فنسبة وجود مواقع سمسرة أو فضائح أو ابتزاز او مواقع جدية هي نفس نسبة اهتمام فئات المجتمع . 3 أن فوضى الاعلام جزء من فوضى جماعية لا نقول انها خاصة بالناظور بل هي من سمات كل الدول المتخلفة و بينها المغرب، فباستثناء بعض المهن المنظمة فإن أغلب المهن ذات الطابع التجاري أو الثقافي تعرف تكالب غير المتخصصين، فكل من هب و دب صحفي و كل من هب و دب شيخ و داعية و كل من هب ودب جزار او مقاول او تاجر أو غير ذلك... و لكن و لحسن الحظ فهناك شيئ يسمى تمييز و تراكم تجارب و علم و تطور و تنمية، نختلف حول سرعتها نعم و لكنها موجودة، لذا فإن نسبة مهمة من الناس تميز اليوم بين الصحفي و الفضولي المتطاول على المهنة و بين الشيخ و الفقيه و المدعي و قس على ذلك، و لولا هذا لاختفت المواقع الجدية و لمنع الخطباء الحقيقيون من الصعود على المنابر و لاحتل الرويبضة كل الاماكن. 4 أن قياس اشاعة الفاحشة في حالة الشريط الاباحي فيها نظر و مستويات و مقاربات.. فهناك فئة ممن صور الفيديو و نشره على مواقع التواصل و نقله بين الهواتف، و هناك فئة نشرت الخبر و اضافت اليه صورا من الفيديو و زادت عليه من الملح و الكمون و غيرها من المعطرات. و هناك فئة نشرت الخبر بدون صور و قاربته ببحث الشرطة عن الفاعلين و بالتالي تحذير من يفكر في اعادة الكرة بأن السجن له بالمرصاد و هو ما فعلته بالمناسبة اريفينو و مواقع اخرى. و كل هذا يفتح باب الاجتهاد في المقاصد و النيات و الاساليب الاعلامية و مدى انضباطها للشرع مخالفة له او خدمة له... 5 أن المشاكل الاجتماعية الناتجة عن سوء استخدام الانترنت و منها نشر الصور و الفيديوهات الاباحية المحلية، ظاهرة عامة مغربية اسلامية و دولية، و نحن في الريف و لحسن الحظ قد نكون الاقل اصابة بهذه الظاهرة مقارنة بمدن و مناطق أخرى بالمغرب، بدليل الضجة العالمية التي اقامها الناظوريون على صورة المراهقين الذين تبادلا قبلة قبل اشهر بالناظور. و هذا لا يعني اننا بمعزل عنها و لكنها معركة مستمرة، لذا و هنا فإنه يمكن ان نقول أن من نشر صور الفيديو الاخير من المواقع الالكترونية قد تكون لهم وجهة نظر فقد ياتي من هذا النشر منفعة اكثر من الضرر من حيث ردع كل من سولت له نفسه الاقدام على هذا الامر. و أخيرا أن هذا النقاش صحي، فكثير ممن يجلس خلف الحواسيب لا يدركون لا قيمة و لا اهمية و لا خطورة ما يكتبونه او ما ينشرونه، لذا يجب ان يبقى هذا الورش مفتوحا و حبذا لو خصص ذ.بونيس و غيره و لم لا المجلس العلمي خطبا و دروسا او حلقات تكوين لمن يريد أن يصبح "مدونا" في وسائل الاتصال الجماهيرية فيطلع على امهات الكتب التي تتحدث عن اصحاب الخبر و الاعلام في الاسلام و الضوابط الشرعية للاعلام في الاسلام و الاعلام الاسلامي و ما اكثرها لمن يريد ان يقرأ... تعليق